للجمعة 41 على التوالي، التحق مواطنون بأهم ساحات وشوارع الجزائر العاصمة وغيرها من مدن عبر الوطن، في مسيرات ميزها -كالعادة- الطابع السلمي، أكدوا خلالها رفضهم «القاطع» لكافة محاولات التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للبلاد.
بالجزائر العاصمة، جابت جموع المتظاهرين عقب إتمام صلاة الجمعة الشوارع الكبرى على غرار ديدوش مراد وحسيبة بن بوعلي والعقيد عميروش وكذا ساحات موريس أودان وأول ماي والبريد المركزي، حاملين للافتات وشعارات عبروا فيها عن رفضهم «الصريح لكل أشكال التدخل الأجنبي ومحاولات فرض الوصاية على الجزائر».
من خلال لافتات حملت، «البرلمان الأوروبي يخلق الفتنة» و»نرفض التدخل الأجنبي جملة وتفصيلا»، سجل المواطنون موقفهم المعارض لما يحصل في هذا الاتجاه، كما نادوا، بالمقابل، بضرورة المحافظة على الوحدة الشعبية كمبدأ لا حياد عنه.
ومثلما جرى عليه الحال منذ انطلاق المسيرات في 22 فبراير الماضي، حافظ الحراك الشعبي على سلميته المعهودة وهوما كان واضحا من خلال هتاف العديد من المتظاهرين «سلمية، سلمية...»، فضلا عن انتشار مختلف صور التضامن التي لم تغب عن المشهد منذ أزيد من تسعة أشهر، حيث تولى بعض المواطنين توزيع الحلويات التقليدية مثل ما يعرف بـ»البغرير» والفطائر المحشوة بالتمر «البراج» إلى غير ذلك.
وعلى صعيد آخر، حافظ المشاركون في مسيرات الأمس على مطالبهم التي ما فتئوا يؤكدون عليها منذ بداية الحراك، وفي صدارتها تكريس الإرادة الشعبية وإحداث القطيعة مع كافة رموز النظام السابق ومعاقبة كل من كانت له يد في اختلاس المال العام ونهب ثروات الشعب.
ومن جهة أخرى، جدد الكثير من المتظاهرين مساندتهم ودعمهم للجيش الوطني الشعبي من خلال هتافهم «جيش شعب، خاوة خاوة...».
المشاركون في المسيرات الشعبية بالجهات الأربعة للوطن يؤكدون هم أيضا على أن الشأن الداخلي يعني الجزائريين وحدهم.
وجدد مواطنون من ولايات الوسط رفضهم لمحاولات التدخل في الشؤون الداخلية التي «تخص الجزائريين فقط». وأعرب على صعيد آخر متظاهرون بكل من البليدة والشلف والمدية وعين الدفلى عن معارضتهم لتنظيم الرئاسيات قبل رحيل جميع بقايا النظام السابق.