الشعب يدرك خلفيات الأحداث وطبيعة التحديات للمرور بالوطن إلى بر الأمان
الجزائر قادرة على فرز من يقودها في المرحلة المقبلة وتنادي أبناءها المخلصين
«الشعب» - واصل الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة بورقلة في يومها الثاني، بتفقد بعض وحدات القطاعين العملياتيين جنوب-شرق جانت وشمال - شرق إن أمناس.
برفقة اللواء حسان علايمية قائد الناحية العسكرية الرابعة، تفقد الفريق بعض الوحدات المرابطة على الحدود بإقليم القطاع العملياتي جنوب- شرق جانت، على غرار الكتيبة 43 مظليين مغاوير، حيث استمع إلى عرض شامل حول هذه الوحدة الهامة قدمه قائدها، قبل أن يتلقى بإطاراتها وأفرادها وإلقاء أمامهم كلمة توجيهية حيّا من خلالها عاليا الجهود المضنية والمثابرة التي يبذلها أفراد هذه الوحدات في حماية حدود بلدنا في هذه المنطقة من كل التهديدات والآفات والمخاطر، مسديا جملة من التوجيهات والتوصيات تتعلق بضرورة الحفاظ على الجاهزية العملياتية لوحداتنا القتالية في مستوياتها العليا والحرص على التنفيذ الدقيق والصارم لبرنامج التحضير القتالي للسنة الجارية 2019 - 2020.
الدور التحسيسي للإعلام، المساجد والزوايا وما ينتظر من الأئمة قيمة سلوكية عالية
في لقائه، يوم أمس، بالقطاع العملياتي جنوب- شرق جانت، مع إطارات وأفراد الناحية، ذكر الفريق أن من أعلى وأنبل الخصال المتفردة التي يتميز بها الشعب الجزائري عن غيره، هو التضامن مع الوطن والوقوف إلى جانبه، عندما يكون في أمسّ الحاجة إلى ذلك، مثبتا بذلك أنه شعب الرهانات الكبرى وأنه فعلا شعب واحد موحد، لا تؤثر على مساره الوطني العقبات الموضوعة في طريقه، قائلا في هذا المقام:
«وفي ذات السياق، وجب التذكير بأن الخصال المتفردة التي يتميز بها الشعب الجزائري عن غيره، هي خصال التضامن بمعانيه الدقيقة والشاملة، ولا ريب، أن من أعلى وأنبل هذه الخصال، هو التضامن مع الوطن والوقوف إلى جانبه، عندما يكون في أمس الحاجة إلى ذلك، فالجزائر القادرة على فرز من يقودها في المرحلة المقبلة، تنادي أبناءها المخلصين، في هذه الظروف الخاصة، وأؤكد هنا على عبارة المخلصين، وهم كثيرون جدا عبر كافة أرجاء التراب الوطني، لأنها فعلا هي في حاجة ماسة إلى مثل هؤلاء الأبناء، فالإخلاص هو السمة المؤكدة الدالة على قوة ارتباط المواطن بوطنه، وهو صفة لا تباع ولا تشترى، لأنها تنبع أساسا من طبيعة شخصية الأفراد ومن قوة تماسكهم، والأكيد أن الشعور الفردي والجماعي في أي موقع كان، بحس الواجب تجاه الوطن، وأهمية أداء هذا الواجب بالفعالية المطلوبة، على غرار الدور المنوط بأسرة الإعلام وبالمساجد والزوايا وما ينتظر من الأئمة من أدوار تحسيسية وتوعوية، هو قيمة سلوكية عالية الدرجات أثبت الشعب الجزائري بها ومن خلالها، عبر تاريخه الوطني الطويل، أنه شعب حيّ ينتمي إلى وطن شامخ، بكل ما تعنيه عبارة حياة من دلالة، وعبارة شموخ من مغزى».
وواصل الفريق: «وفي هذا الصدد تحديدا، فقد أثبت الشعب الجزائري، أنه شعب الرهانات الكبرى وأنه فعلا شعب واحد موحَّدٌ، لا تؤثر على مساره الوطني العقبات الموضوعة في طريقه، فهو شعب يتقن شديد الإتقان أسلوب التكيف الفاعل مع جميع المراحل، مهما كانت حساسيتها وصعوبتها، وقد أبهر العالم أجمع بهذا السلوك الحضاري الذي أصر على أن يطبع به مسيراته السلمية، لأن الشعب الجزائري يدرك بحسه الوطني الصادق والجامع، خلفيات الأحداث وطبيعة التحديات، ويصر كل الإصرار، على المرور بالجزائر إلى بر الأمان، مهما كانت الظروف والأحوال، لأنه يضع مصلحة وطنه فوق كل اعتبار».
تجذر مبادئ نوفمبر جدار صلب تتحطم عليه أحلام الأعداء
حرص الفريق في كلمته، التأكيد على أن تجذر مبادئ نوفمبر الأغر في قلوب المخلصين من أبناء الشعب الجزائري، هو خريطة الطريق المثلى والمأمونة وبذلك فقط يبنى الجدار الصلب الذي تتحطم عليه أحلام أعداء الجزائر، خاصة في هذه الظروف الراهنة، قائلا في هذا الصدد: «إن رسوخ قيم أول نوفمبر 1954 الأغر وتجذر مبادئه الوطنية السامية في قلوب المخلصين من أبناء الشعب الجزائري، هو خريطة الطريق المثلى والمأمونة التي من اتبعها لن يخيب مسعاه أبدا، وكيف يخيب مسعى من حدد الشهداء الأبرار معالمه الأساسية، هذه المعالم البارزة التي نراها اليوم وكل يوم تستقطب قلوب الأوفياء من أبناء الجزائر المستقلة، وتبعث فيهم آيات العزة والوفاء وروح الهمّة والإباء وتثير فيهم كل عوامل القوة والعزم والإصرار على المضي قدما نحو تحقيق كافة الأهداف التي رسمها نوفمبر الأغر؛ فنوفمبر لا يمثل فقط بالنسبة لأخيار الجزائر عز التاريخ، ونور الحاضر، وإنما يمثل كذلك، وبالأساس، معلما منيرا من معالم التوجيه والتثبيت نحو مستقبل زاهر وواعد، فنوفمبر هو حصن الجزائر، بعد الله عز وجل، والجزائر هي وديعة نوفمبر، فمن أحب الجزائر عليه أن يحب نوفمبر ومن يحب نوفمبر عليه أن يؤمن بقيمه النبيلة ويكون دوما وفيّا لعهد رسالته ولرسالة من صنعوه من الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار».
وأضاف الفريق: «الوفاء يعني بالضرورة الالتزام بالقول والعمل بمبادئه الخالدة والإصرار على إتباع سير رجالاته المخلصين. فبذلك، وبذلك فقط، يبنى الجدار الصلب الذي تتحطم عليه أحلام أعداء الجزائر، خاصة في هذه الظروف الراهنة، وهو الضمانة الأكيدة، التي تمد شعبنا بالقوة الوافية وتمنح كافة مكونات أمتنا الحية، شبابا في مختلف مواقع عملهم، وطلبة في مختلف مواقع دراستهم وتخصصاتهم، باعتبارهم يمثلون، عن جدارة واستحقاق، رجال الغد وإطارات المستقبل، قلت، هذه الضمانة التي تمنح هؤلاء جميعا رفقة كافة شرائح المجتمع كل أسباب الوعي ودواعي القوة التي تكفل إفشال مختلف الدسائس والمؤامرات المحاكة ضد شعبنا ودولتنا الوطنية ذات الجذور النوفمبرية الخالصة».
«الحجار» الذي تعرض لمخططات العصابة مكسب يجب حمايته
أشاد الفريق ونوه بالإجراءات العملية التي اتخذتها الحكومة بتوجيه من الوزير الأول نورالدين بدوي، خلال الفترة القليلة الماضية والمتعلقة بحماية ودعم المؤسسات الوطنية العمومية، خاصة منها الشركات والمركبات الصناعية، قائلا في هذا المجال: لا أختم هذه المداخلة دون أن أشيد وأنوه بالإجراءات العملية التي اتخذتها الحكومة بتوجيه من الوزير الأول السيد نورالدين بدوي، خلال الفترة القليلة الماضية، والمتعلقة بحماية ودعم المؤسسات الوطنية العمومية، خاصة منها الشركات والمركبات الصناعية، وذلك بغرض تدعيم مساهمتها في الاقتصاد الوطني والحفاظ على اليد العاملة بها، وكمثال على ذلك تلك الإجراءات الاستعجالية المتخذة لمعالجة المشاكل التي كان يعاني منها مركب الحديد والصلب بالحجار، وبغرض أيضا تأهيل وإعادة بعث نشاط وتطوير إنتاج هذا المركب الصناعي الذي يعد مفخرة الصناعة الوطنية ومكسبا تجب حمايته، لكونه يشغل الآلاف من العمال، ولكونه كذلك كان عرضة لمخططات العصابة، التي حاولت بمختلف الأساليب إضعافه ووضع العراقيل في مساره، من أجل حرمان اقتصاد بلادنا من القيمة المضافة التي بإمكان هذا المركب تقديمها، لاسيما في هذا المجال الحساس».