اعتبر رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، الإعلام بمثابة شريك ثالث في رسم أسس الصرح الديمقراطي، لجزائر جديدة ممثلة في ميثاق الممارسة الانتخابية»، مشيرا إلى أن «الجزائر تتطلع بالمناسبة إلى موعد فجر جديد بانتخاب رئيس الجمهورية يوم 12 من الشهر المقبل»، كما وصف «المرحلة بالتاريخية»، على أن تكون الانفراج المنتظر من الشعب الجزائري منذ أمد طويل». ولم يفوت مناسبة توقيع مديري وسائل الإعلام الوطنية العمومية والخاصة مكتوبة وسمعية بصرية، التي جرت ظهيرة أمس للتذكير بـ»تحرك الشعب الجزائري، غيرة على وطنه وبلد الشهداء وبلد طهرتها دماء الشهداء، متطلعا إلى جزائر جديدة تجسد تطلعات الشعب، وأحلام الشباب»، ظروف «أتاحت ظهور سلطة مستقلة حملت على عاتقها أمانة تنظيم الانتخابات ومراقبتها، والسهر على نزاهتها وشفافيتها، وتطمح إلى تسجيل بصمة تاريخية بكم ومعكم».
وإذا كان المتعارف عليه وسم الإعلام بالسلطة الرابعة، فإن محمد شرفي فضل أن يطلق عليه تسمية «الذراع الثالثة في السلطة في أي بلد إذ أنه «يتم الرقابة الشعبية»، على اعتبار أنه «يلعب دورا لا يقل أهمية عن أي سلطة من السلطات»، فرصة لم يفوتها ليشير إلى دور الصحافة الوطنية خلال الثورة التحريرية المجيدة، رغم قلة وسائل الإعلام والتواصل آنذاك». وأفاد في السياق، «الميثاق الأخلاقي للممارسة الانتخابية كأرضية وكسند قانوني، لما تتطلبه الرهانات الحالية لمساعدة الجزائر للخروج من الوضع الذي هي فيه الآن»، يكرس وعي ومسؤولية وسائل الإعلام، التي ستكون بذلك غير منحازة وغير مضادة طبقا لروح المسؤولية الملقاة على عاتقها، جازما بثقته التامة في الضمير الإعلامي.
وخلص إلى القول «مهما كانت التوجهات، ما يجمعنا معرفة الحقيقة وصون مصلحة الوطن، كنا نتحاور كشركاء نظريا والآن فعليا، ومسؤوليتنا مشتركة»، في إطار هذه المقاربة التي تعتبرها السلطة المستقلة «مقاربة تشاركية واستشارية وتلازمية».
وفي كلمة ألقاها ممثل أول جريدة في عهد التعددية «لو جون انديبوندون» كمال بن ساري، شدد على ضرورة أن تكون الوسيلة الإعلامية على بعد نفس المسافة من كل المترشحين»، وعلى ضرورة «التجرد من الميولات السياسية، وعدم دعم أي مترشح»، موضحا أن مهمتها تختصر في «تقديم خدمة عمومية دون تمييز أساسها الحياد».
وأكد رشيد فوضيل عن مجمع «الشروق»، بأن «الجزائر تمر بمخاض عسير منذ فيفري الأخير»، مشددا على ضرورة قيام «الإعلام بالدور المنوط به باعتباره سلطة رابعة»، جازما بالوعي بثقل المسؤولية ودور الأخير في مرافقة وإنجاح الموعد الانتخابي».