طالب الدكتور محي الدين عميمور، بضرورة إعادة الاعتبار للكتب التاريخية المتواجدة حبيسة أدراج بمختلف المتاحف الوطنية، وإعادة طبعها وجعلها في متناول الجيل الصاعد، مفندا ما يشاع حول الغموض الذي يشوب تاريخ الجزائر، كاشفا في هذا السياق عن تواجد 62 عنوانا يحمل شهادات من عايشوا الثورة التحريرية.
أكد محي الدين عميمور في منتدى الشرطة بمناسبة إحيائها لذكرى يوم الشهيد المصادف لـ 18 فيفري من كل سنة، أنها مناسبة تاريخية هامة من تاريخ الثورة العظيمة، حيث تبقى خالدة في نفوس من عايشوها من المجاهدات والمجاهدين أو ممن اكتووا بنارها من أبناء الوطن، مشيرا إلى أنهم مثل يقتدي بهم الجيل الصاعد، بعد أن حرروا أرضهم وأرسوا قواعد الدولة الجزائرية الفتية التي زكوها بتضحياتهم الجسام، وسجلوا بحروف من ذهب مجد وفخر الشعب الجزائري في سجل التاريخ العالمي للثورات.
وعرج عميمور في سياق مداخلته للحديث عن الشهداء الذين لا يوجد لهم قبور، حيث وقف وقفة ترحم وإجلال على أرواحهم الزكية الطاهرة، مشيرا في هذا الإطار أن الجزائر فقدت مابين 4 إلى 6 ملايين شهيد منذ 1830 في سبيل تحرير الجزائر ورفع الراية الوطنية عاليا، ولعل الإحساس بتحقيق مثل هذا المسعى ملقى بالدرجة الأولى على عاتق الأجيال الصاعدة التي وجب عليها المحافظة على هذه الذاكرة ومواصلة العطاء لهذا الوطن.
فالجزائر يضيف عميمور « وهي تخوض اليوم معركة البقاء والجدارة، يحذوها الأمل الكبير في أن ذلك هو التحدي، بل والأمل لضمان الالتحاق وضمان مكانتها مع الدول التي قطعت أشواطا في قطف ثمار النجاح في مختلف المجالات ».
وجدد القول بأن 18فيفري ذكرى خالدة في سجل إنجازات هذا الشعب الأبي الذي جسد روح التضامن والوحدة وعبر بصدق للعالم أجمع عن مطلبه السامي لحرية وطنه بعد أن أدرك أنه لا بديل عن الاستقلال إلا بل الفعل الثوري.
وستبقى هذه الذكرى ـ أضاف يقول ـ والتي دأبت الجزائر على الاحتفال والافتخار بها دوما، محطة مشرفة في مسيرة أبنائها، كما أن الأجيال اللاحقة وما ينتظره الوطن منهم لا يقل أهمية عما قام به أسلافهم، مضيفا أن واجبنا نحو وطننا أعظم، في خضم التنافس بين دول العالم على أشده، من أجل كسب ناصية العلم والتفوق في مجالاته، وهو ما يفرض عليهم الجهد، والصبر، والمثابرة لتشريف دولتهم ومجتمعهم، من خلال إنجاز حضاري عام وشامل يشرف مجتمعاتهم ويضمن لهم السيادة، والعزة، والقوة الاقتصادية والرفاه المادي.
وهي الرسالة التي حاول الدكتور محي الدين عميمور توجيهها لرجال الأمن في محاضرة استعرض فيها أهم مرحلة مرت بها الثورة الجزائرية مستندا على صور حقيقة لثورة نوفمبر المجيدة، ونسجل أن المديرية العامة للأمن الوطني قد حرصت خلال تنظيمها لهذه الندوة على تواصل الأجيال من خلال استضافة رجال الشرطة من متقاعدين ومتربصين وموظفين.
محي الدين عميمور من «منتدى الشرطة»
إعادة الاعتبار للكتب التاريخية بالمتاحف الوطنية
آسيا مني
شوهد:274 مرة