خيم أمس، ومنذ الصباح الباكر، على المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة جو مهيب وحزن غير مسبوق، بعد نقل جثامين ضحايا الطائرة العسكرية « هرقل، سي 130 « التي سقطت أول أمس في ظروف جوية قاهرة بجبل فرطاس، ولاية أم البواقي، وهذا إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى العسكري الجهوي الجامعي «الرائد عبد العالي بن بعطوش».
ونظرا لكل التعزيزات العسكرية والأمنية التي أحيطت بالمستشفى العسكري والطريق الرئيسي المؤدي إليه منذ وقوع هذه الكارثة، لم تتمكن « الشعب « التي تنقلت إلى المستشفى سالف الذكر، من الحصول على معلومات حول الضحايا والظروف النفسية لذويهم وأقاربهم الذين توافدوا إلى المستشفى ضمن إجراءات خاصة حسب ما استقيناه من عين المكان.
وقد سجلت « الشعب « على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي وكذا بلدية الخروب مقر الدائرة ، حزنا عميقا وغير مسبوق لدى المواطنين الذين عبروا لنا عن أسفهم الشديد لوقوع مثل هذا الحادث المروع والذي راح ضحيته 77 شخصا في ظروف جوية متقلبة ووسط إقليم جغرافي يتميز بمسالكه الوعرة وصعوبة الوصول إليه، وفي نفس الوقت عبروا عن مؤازرتهم لعائلات الضحايا، كما أكدوا في ذات السياق عن شعورهم بالتضامن الأخوي بعد إعلان رئيس الجمهورية عن حالة الحداد ولمدة ثلاثة أيام، وهو ما يعبر حقا عن التماسك الاجتماعي الجزائري في ظروف المحنة .
ودائما وسط هذا الجو الحزين الذي أصبح حديث العام والخاص، أكد لنا أمس أحد المواطنين الذي كان شاهد عيان للحادث ساعات قليلة، بعد سقوط الطائرة العسكرية، أن الحادث يعتبر بحق كارثة إنسانية لم تعرفها الجزائر من قبل وهذا من خلال عدد الضحايا والظروف المناخية التي وقع فيها الحادث، مما أدى حسب قوله إلى تبعثر الجثث على عشرات الأمتار، كما أكد أنه رغم صعوبة المنطقة التي وقع فيها الحادث، جبل « فرطاس» وهي منطقة تبعد بنحو 10 كيلومتر عن دوار العلمة التابع لبلدية أولاد قاسم دائرة عين مليلة ولاية أم البواقي، فإنه بمجرد سقوط الطائرة كان مواطنوا المنطقة وبشكل تضامني مشهود أول من قدم يد المساعدة لرجال الإنقاذ نظرا للمسالك الوعرة التي تتميز بها هذه المنطقة المعزولة وهذا حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس، وحتى إتمام نقل كل الجثث إلى المستشفى العسكري بالمدينة الجديدة علي منجلي .
«الشعب» ترصد الاجواء بمدينة علي منجلي
حزن عميق وتماسك اجتماعي وقت المحنة
قسنطينة: أحمد دبيلي
شوهد:254 مرة