عالمنا اليوم يشهد تكالب شبكات إجرامية دولية على ذاكرتنا وتراثنا
وقعت وزيرة الثقافة مريم مرداسي ، اول امس بواشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية رفقة مَارِي رُويسْ ، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون التعليمية والثقافية ، على مذكرة التفاهم بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة الولايات المتحدة الامريكية بشأن فرض قيود استيراد على أنواع من الممتلكات الثقافية الجزائرية. تهدف هذه الاتفاقية إلى تقييد استيراد الممتلكات الثقافية من الجزائر إلى الولايات المتحدة الأمريكية والحد من نهب الممتلكات الثقافية التي تمثل الموروث الثقافي للجزائر والإتجار غير المشروع بها ، و ذلك طبقا لاتفاقية اليونسكو لسنة 1970 ، المتعلقة بالتدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع استيراد ونقل الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة.
وفي كلمة القتها مرداسي بحضور أليشة وود وارد ، نائبة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون التعليمية والثقافية ،ومجيد بوقرة سفير الجزائر بواشنطن، وعدد من سفراء الدول العربية وموظفين سامين في الإدارة الأمريكية والوفد المرافق الوزيرة، أكدت على ان هذا الاتفاق يعد تتويجا لمسار طويل ومثمر من التعاون الثنائي في مجال حماية التراث وصونه ، تخللته مختلف دورات وورشات التكوين التي نظمت بين المتخصصين في التراث في كلا البلدين خاصة في مجال ترميم الفسيفساء وتسيير المتاحف مضيفة « أن هذه الاتفاقية ستفتح آفاقا جديدة للتعاون في مجال مكافحة سرقة الممتلكات الثقافية والمتاجرة غير المشروعة بها، خاصة وأن عالمنا اليوم يشهد تكالب شبكات إجرامية دولية على ذاكرتنا وتراثنا، هذا رغم تعدد الاتفاقيات والآليـــــات الدولية لمكافحتهــــــــــا وردعها».
كما نوهت مرداسي بالتعاون القائم بين الجزائـــر والولايات المتحدة الأمريكيــة في هذا الميدان، مستدلة باسترجاع الجزائر في جانفي 2008 لنصف تمثال الإمبراطــــور ماركوس أورليوس ، الذي تمت سرقته سنة 1996 من متحف سكيكدة في شرق البلاد.
و في إشارة إلى واقع الثقافة في الجزائر، ذكّرت الوزيرة بالتحوّلات الجذرية التي عرفتها الجزائر من خلال تكريس حرّية التّعبير والرّأي والإبداع وقيم العدالة والتضامن ودولة القانون التي يرعاها الدستور وقوانين الجمهورية.
وفي ختام كلمتها نوهت مرداسي بمستوى التبادل الثقافي بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية «الذي ما فتئ أن يتعزز ويتوسع في السنوات الأخيرة بفضل المشاركة المتبادلة في التظاهرات الثقافية على غرار المهرجانات الفنية والسينمائية والأيام المسرحية والأدبية التي تتيح الفرص للشعبين للاطلاع على موروثهما الثقافي.»
كما أشارت إلى أن الجزائر تضطلع إلى غد أفضل في تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية في شتى المجالات، مستحضرة في ذاكرتها دعم ومساندة الشعب الأمريكي وحكومته لنضال الشعب الجزائري من أجل الاستقلال ومؤمنة بمبدأ التعاون المثمر الذي يكرس السيادة الوطنية ويثمن المنفعة المشتركة ويحقق توازن المصالح.
للتذكير فإن وزيرة الثقافة قد أجرت قبل حفل التوقيع، محادثات مع مَارِي رُويسْ ، مساعدة وزير الخارجية للشؤون التعليمية والثقافية حول التعاون والتبادل الثقافي بين البلدين وسبل تعزيزه . حضر هذا اللقاء عن الجانب الجزائري سفير الجزائر بواشنطن و كل من مدير التعاون والتبادل بوزارة الثقافة ومدير عام الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ، وعن الجانب الأمريكي مساعدين مَارِي رُويسْ.