جريمة بشعة، أقترفها أول أمس رجل ضد الطفل ريان بود حماني ١٢سنة بالحي الفوضوي نوسيجور ببوزريعة ذبحا من الوريد إلى الوريد، وبكل برودة عثر عليه في منزل الجاني يسبح في دمائة، أمام أعين أخيه الذي شهد ريان مستسلما لم يستطيع جسمه الخيف من مقاومة قبضة «الوحش» إلى أن ألقاه جثة هامدة.
إنها لحظات الرعب المخيم على المنطقة عويل العائلات يسمع على مسافات طويلة، الأم غرقت في هيستنريا بكاء لم تصدق ماحدث لـ «فلذة كبدها» منذ لحظات فقط كان معها، وفي ثانية غاب عنها إلى الأبد كيف لها أن تصر عليه، وهي التي ربته وهن على وهن حتى إشتدعوه، تنظر إليه في ليلة الظلماء يفتقد البدر، لا أحد يستطيع التعبير عن مشاعر الأم تجاه أبنائها في الأوقات العصبة.
ومهما حاولنا نقل أحاسيس هذا المصاب الجلل وما أصاب عائلة بودحماني فإنه علينا العودة إلى واقعنلا بعد كفكفة الدموع إلى متى واطفالنا يتعرضون للقتل، الإختطاف، الغرق، الدهس، الضرب، وغير ذلك من «الإعتداءات» المتواصلة على البراءة إلى درجة لا توصف أحيانا جراء ما يلقاه في هذا المجتمع من طرف الكبار بالرغم من الآليات المخصصة لحماية هذه الفئة كاستعمال الخط الأخضر، وهو عبارة عن تواصل مع الجهات المعنية لدرء الأخطلار المحدقة بالطفل.
وإن كان ما تعرض له ريان من قتل وحشي وشنيع هز أعماق الناس، فهذا لا يعني أبدا بأنه فعل معزول، بل لا يختلف عن من إختطفوا الأطفال ثم قتلوهم ليعثروا عليهم في الأكياس، مستويات الجريمة على مسافة واحدة، غير أن ما وقع في بوزريعة يدعو فعلا إلى التفكير مليا في نوعية الجريمة المرتكبة وتناميها في المجتمع بهذا الشكل المخيف فعلا.
هل يجبر الأولياء أطفالهم البقاء في البيت طول النهار؟ وهل يرافقونهم يوميا؟ هذا غير ممكن، وحتى مستحيلا، ومن لديه الأولاد يدرك ذلك جيدا، يريدهم أن يخرجوا من قوقعتهم وأن يفقهوا في أمور الدنيا منذ الصغر، لكن للأسف مثل هذا التسامح قد يكلفهم غاليا، مع تجرد البعض من إنسانيتهم، ماذا سيقولون هؤلاء غدا، إننا قتلنا الطفل ريان.