تتواصل الأيام الإعلامية والتحسيسية للتكوين عبر التمهين المنظمة بالمركز الثقافي عيسى مسعودي بحسين داي في يومها الثاني، حيث تعرف مختلف الأجنحة للهيئات المشاركة، إقبالا محسوسا من الشباب من مختلف الأعمار والمستويات وحتى الأولياء، والذين تجلت لديهم الرغبة في اكتساب تأهيل مهني لضمان مستقبل عن طريق التمهين، ولاكتساب مهارات مهنية لبناء مشروع مستقبلي عبر التكوين في تخصصات جديدة ومتنوعة.
في هذا الإطار، أوضح رشيد الحاج مسعود ـ رئيس مكتب التوجيه والامتحانات والمسابقات بمديرية التكوين والتعليم المهني بولاية الجزائر ـ في تصريح لـ»الشعب»، أن الأيام التحسيسية تخص التكوين عبر التمهين الذي يتم على مستوى المؤسسات العمومية المستقبلة والحرفيين الخواص من خلال التكوين التطبيقي بمؤسسات التكوين المهني وتقديم الجانب النظري وذلك بالتناوب.
وحسب الحاج مسعود تهدف هذه الأبواب المفتوحة إلى التعريف بالتمهين وتمكين المؤسسات الشريكة مع قطاع التكوين والتعليم المهنيين في إطار مجلس الشراكة المستحدث بموجب الإصلاحات التي عرفها القطاع مؤخرا للتعريف بمهنتها وكذا تقديم تجربة متربصيها في التخصصات التي تحتاجها رفقة مؤطريهم بهدف تحفيز الشباب الراغب في الالتحاق بهذا النمط.
وكشف ذات المتحدث أن 204 مؤسسة عبرت عن احتياجاتها من المتربصين عبر التمهين لضمان التكوين في المجال، خاصة وأن الشباب الذين سيتم تكوينهم بهذه المؤسسات لديهم القابلية للتوظيف بعد التمهين، مشيرا إلى وجود بعض المؤسسات قدمت ضمانات للمديرية بالتوظيف بعد التمهين.
وفي المقابل استعرض الحاج مسعود امتيازات هذا النمط من التكوين والمتمثلة في رفع بعض الأعباء عن المؤسسة المستقبلة عن طريق الإمكانيات المتاحة لمؤسسات التكوين المهني من بينها التأمين، المنحة، مؤكدا أن باب التكوين المهني مفتوح أمام الشباب بكل أنماطه، خاصة وأن مدونة التكوين تتضمن ما يزيد عن 400 تخصص بين التكوين والتمهين.
وعن إقبال الشباب على هذا النمط قال رئيس مكتب التوجيه والامتحانات والمسابقات أن هناك معادلة غريبة لدى الشاب الجزائري حيث سجل إقبالا كبيرا على بعض التخصصات التي لا تضمن الحصول على منصب شغل، في حين هناك عزوف عن بعض التخصصات التي تسجل طلبا كبيرا عليها من مؤسسات الانجاز ،لاسيما تلك المتعلقة بمجال البناء والأشغال العمومية رغم ما تدره من أرباح وهذا نظرا لوجود أفكار مسبقة تتحكم في اختيارات الشباب.
وسجلت «الشعب»، خلال جولتها الاستطلاعية بمختلف الأجنحة بالمركز الثقافي عيسى مسعودي لحسين داي مشاركة عديد الآليات التي وضعتها الدولة في خدمة الشباب الراغب في ولوج عالم الشغل عبر إنشاء مؤسسات متوسطة ومصغرة أو انجاز مشاريع استثمارية على غرار الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار التابعة لوزارة التنمية الصناعية وترقية الاستثمار، والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ،و القرض المصغر وغيرها.
منح ومزايا للشباب المستثمر
و أكد محمد قطار ممثل الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار أن مشاركتهم في هذه الأيام الإعلامية بهدف تقريب الآليات المستحدثة من المستثمرين ودعم أصحاب المشاريع بمنحهم مزايا جبائية وشبه جبائية أثناء الانجاز وكذا أثناء الاستغلال كالإعفاءات الضريبية لمدة ثلاث سنوات عند شراء المعدات والعتاد داخل الجزائر ،أو الجمركية عند شرائها من الخارج، ناهيك عن الإعفاء من الضريبة على الأرباح عند الاستغلال والإعفاء على الرسم على النشاط المهني.
و أوضح قطار أن الوكالة لديها وحيدة لامركزية على مستوى 48 ولاية بهدف التقرب إلى المستثمرين في مقر ولايته، مشيرا إلى أن ملف الطالب يرسل أيضا على مستوى ولايته ويستفيد من مقرر منح المزايا، علما أن المؤسسة التي تساهم في خلق 100 منصب شغل وأكثر يمدد لها الإعفاء إلى خمس سنوات أي يضاف لها سنتين، في حين تعمد ذات الوكالة إلى تشجيع الاستثمار بالجنوب الجزائري وبعض المناطق بالهضاب العليا، من خلال تمديد الإعفاء الجبائي عند الاستغلال لمدة 10 سنوات.
و تهدف الوكالة من ذلك إلى ضمان التنمية الجهوية وتعزيز سياسة العدالة الاجتماعية، ومكافحة الفوارق بين مختلف مناطق البلاد.
مؤسسات تجد ضالتها في المتربصين الممتهنين
وفي المقابل، شاركت بعض المؤسسات المهتمة باستقطاب يد عاملة مؤهلة استفادت من تكوين مهني في تخصصات مختلفة على غرار «كيا موتورز الجزائر»، حيث قال سفيان ساحل المكلف بالتكوين التجاري على مستوى هذه الشركة «أن مؤسسته تستقبل المتربصين لديها عن طريق التمهين في مجالات عديدة كالميكانيك، الكهرباء، المحاسبة والمالية ويتم تأطيرهم واختيارهم من مراكز تكوين مختلفة بعد إجراء اختبار لمعرفة مدى إمكانياتهم ومستواهم، حيث تحصي حاليا 11 متربصا.
وأوضح ساحل أن 80% من المتربصين يتم توظيفهم، كاشفا عن فتح المؤسسة لـ 13 منصب جديد للتربص في اختصاصات مختلفة، ومشيرا إلى أن التمهين مهم جدا لهم لأنه يلبي احتياجات المؤسسة من اليد العاملة المؤهلة.
التمهين لدخول عالم الشغل
من جهته، أعرب المتربص أحسن في تخصص الكهروتقني عن طريق التمهين في مجال تنصيب الأعمدة الشمسية، أنه مرتاح جدا لاختياره، مشيرا إلى انه مهتم جدا بمواصلة دراساته العليا في هذا التخصص بعد حصوله على شهادة البكالوريا السنة المقبلة.
و عن سبب اختيار أحسن لهذا التخصص قال انه مهتم جدا بكل التكنولوجيات والاختراعات الصديقة للبيئة هذه الأخيرة التي يعشقها ولا يتحمل أن تتلوث، ولم أجد ما يلبي رغبتي سوى هذا المجال عبر التخصص في مجال الأعمدة واللوحات الشمسية هذه الطاقة تمثل المستقبل الحقيقي بعد نفاذ البترول ،كونها طاقة مستدامة وتتماشى مع البيئة.