إن فخامة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، باتخاذه قرار ترسيم يناير، عمل مرة أخرى كما هو الشأن منذ سنوات مضت، على إضافة لبنة أخرى في الصرح الوطني للمصالحة التي أرسى قيمها، وذلك بتكميل عملية تصالح الجزائري مع هويته التي يشكل البعد الأمازيغي جزءا أساسيا منها.
إنه لفعل تاريخي، من بين شتى التحقيقات الرئاسية الكبرى، من شأنه أن يسهم في تقوية لحمة الشعب الجزائري، هذا الشعب الذي ما فتئ أن أثرته دسترة تمازيغت كلغة رسمية، ها هو اليوم يحظى بمكتسب آخر.
ولأنه كان بالفعل محتفى به في مجموع التراب الوطني، فإن يناير، من الآن فصاعدا، نحتفي به كونه حدثا وطنيا مرسما، مما يبرز مكانة البعد الأمازيغي البالغة الأهمية في الحياة الاجتماعية للجزائريين.
فلا يسعني إذا إلا أن أعبر عن فخري واعتزازي كوني أحد فاعلي هذه الاحتفالية بين إخواني وأخواتي من ولاية غرداية العريقة الذين يأتون، كل يوم من خلال طريقة عيشهم البعد الأمازيغي، بإثراءات جديدة لأسس هويتنا، أسس ليست كذلك إلا لأنها أدمجت في فحواها العناصر التعددية التي تكون تاريخنا الكبير.
فيما يخص قطاع الاتصال، فهو، عبر الإذاعة والتلفزيون العمومي في موعد احتفاليات يناير، من خلال أبواب مفتوحة على القناة الأمازيغية، مع تنظيم برامج تبث مباشرة على القنوات الأخرى احتفالات يناير العتيق، ربورتاجات خاصة بالحدث، حوارات ونقاشات ثقافية وعلمية حول مواضيع لها علاقة بالهوية واللغات الأمازيغية، مع حضور خاص في الميدان لفرق غفيرة من الصحفيين، وخط أحمر، خصصته الإذاعة الوطنية عبر 55 إذاعة طيلة الثلاثة أيام المتبقية إلى غاية الثاني عشر يناير، الإذاعة التي بدورها نشطت وما زالت تنشط برامج متعددة التخصصات حول الأمازيغية بكل أبعادها، دون أن ننسى أخيرا التحرك في نفس الاتجاه لما لا يقل عن 48 إذاعة محلية في ولايات الوطن الثماني والأربعين.
لذلك أود، من خلال هذه الوقفة الرمزية، أن أنوه بالدور المهم الذي يلعبه إعلامنا العمومي والخاص، منذ سنوات، في ترقية هويتنا الأمازيغية، وذلك يوميا. وأستند في قولي هذا على برهان حي وفي نفس الوقت القدوة : أعني بذلك الإذاعة الجزائرية، من خلال قناتها الثانية وما لا يقل عن 25 قناة محلية الناطقة باللغتين العربية والأمازيغية، التي تعمل جاهدة كل يوم من أجل ترقية البعد الأمازيغي.
إننا في هذا المقام، من خلال يناير كمعلم يرسم وقتا من أوقات سيرنا نحو المستقبل، ونحن نستحضر عناصر التاريخ، يجب أن نهنئ أنفسنا لكوننا في موعد مع زماننا، ترجع دقة الحضور فيه للرؤية المتكاملة لفخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ذلك الأمازيغي الذي لم تكل يداه من حمل عبء المصالحة.