أشادت الأديبة زهور ونيسي، وأول امرأة اعتلت منصب وزيرة في الجزائر في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، بخصال فقيد الجزائر وثالث رؤسائها، الذي وصفته بالإنسان المتواضع، الذي كان يدعو دوما للمحافظة على الثوابت الوطنية ويؤمن بعمق الوطن الحضاري بالنسبة للأمازيغية وبالنسبة للانتماء الحضاري العربي الإسلامي.
أكدت زهور ونيسي في حديث لـ «الشعب» أن الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد أول رئيس ارتقى بالمرأة إلى منصب وزير، مشيرة إلى أنه لا يمكن أبدا أن ينكر التاريخ هذه المبادرة، التي جعلته يتجاوز الذهنيات المريضة المتخلفة ليتشجع ويتجرأ ويعين امرأة في منصب وزيرة.
وقالت إن هذه المبادرة قادت مجموعة من الأشخاص لكتابة رسائل يقولون له فيها ''لا تولوا عليكم امرأة''، معتمدين ـ حسبها ـ على بعض الأفكار السلفية القديمة التي ليس لها أساس من الصحة.
وتعتز الأديبة زهور ونيسي لكونها عملت إلى جانب الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، وقالت إنها تشعر اليوم بأن رجلا عظيما فقدته الجزائر، سواء كمجاهد وطني أو رئيسا مسؤولا أو قائدا على مستوى جيش التحرير من جهة ثم الجيش الوطني الشعبي من جهة أخرى.
وعلى مستوى أخلاقه كرجل وكإنسان أكدت ونيسي بأنه كان متواضعا جدا، وكان يحب الثقافة والمثقفين، ويحترم العلماء ويدعو للمحافظة على الثوابت الوطنية، مشيرة إلى أنه أول من أعطى مفهوم أو مصطلح الأمازيغية بدل البربرية.
وأضافت بأنه كان يؤمن بعمق الوطن الحضاري بالنسبة للأمازيغية وبالنسبة للانتماء الحضاري العربي الإسلامي، وكان فوق كل ذلك يعامل مساعديه من وزراء وغيرهم مساعدة الأخ الكبير، حيث يكن كل التقدير والاحترام للآخر ويستمع لانشغالاتهم.
كما تميزت شخصية الرئيس الراحل ـ حسب ونيسي ـ بعدم الخجل من التعلم وهو رئيس، مشيرة إلى أنه شيء عظيم وخلق كبير في إنسان، بمرتبة رئيس، إضافة إلى هذا تقول ''بن جديد رجل أنيق وربما هو الرئيس الأكثر أناقة في الجزائر، فرحمه الله رحمة واسعة وألهم ذويه الصبر والسلوان''.
ودعت الأديبة زهور ونيسي للمحافظة على ذكرى ثالث رئيس للجزائر وابنها البار، كونه رمز من رموز الجهاد والاستقلال وبناء الدولة الحديثة، وقالت أن الرئيس بعد خطابه التاريخي فإن أحداث ٥ أكتوبر بإيجابياتها وسلبياتها كانت مدخلا للديمقراطية وللتعديدية السياسية والإعلامية.
وفيما يخص أكثر ميزة تميز به الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد عن غيره من الرؤساء قالت أنه كان إنسانا متواضعا، لا يفرض آرائه على الآخرين بل يفتح المجال للحوار، وهي خاصية ـ تقول ونيسي ـ من المفروض أن لا تغيب على أي مسؤول كبير في الدولة، والتي قليلا ما نجدها عند الرؤساء.
وعن أهم ذكرى تحتفظ بها لنفسها طيلة تعاملها مع الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد قالت بأنها تتذكر حين استدعاها وهي في المجلس الشعبي الوطني عن طريق رئيس المجلس الأخ المجاهد الكبير رابح بطاط، حيث ذهبت إليه بعد أن وفر لها سيارة، وفي رئاسة الجمهورية ـ تضيف ـ هو من استقبلني وفتح لي الباب بنفسه، حيث جلس مقابلا لي وليس على مكتبه، كأنني ند له.
وأكدت ونيسي بأنها عندما انزعجت من اقتراحه حين قال لها بأن الثورة أرادت أن تكوني عضوا في الحكومة نظرا لثقافتك وجهادك، حيث أبرزت له تخوفها من المبادرة خاصة وأنها أول امرأة تعتلي منصب وزيرة في الجزائر، فقال لها ''من منا كان رئيسا أو وزيرا بالولادة، كلنا مجاهدون والثورة عندما تختار إنسانا أو تستدعي مناضلا يجب أن يستجيب''.
واعتبرت أول وزيرة جزائرية هذه الالتفاتة واحدة من أهم الذكريات التي لن تنساها في حياتها.
الأديبة زهور ونيسي لـ «الشعب»:
تجاوز الذهنيات المتخلفة وتجرأ وعين مرأة في منصب وزيرة
هدى بوعطيح
شوهد:951 مرة