ووري أمس جثمان الرئيس الراحل الشادلي بن جديد الثرى بمقبرة العاليا في جو مهيب بحضور شخصيات وطنية وأجنبية يتقدمها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وشقيقه السعيد بوتفليقة والوزير الأول عبد المالك سلال وطاقمه الحكومي والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي ورئيس الجمهورية العربية الصحراوية محمد عبد العزيز والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.كانت الساعة الـ ١١ صباحا عندما وصلنا إلى مقبرة العاليا والحزن يخيم على المكان حيث كانت حركة المرور عادية مع إجراءات تنظيمية صارمة لضمان السير الحسن للجنازة، وأحدث الصحفيين حركة غير عادية من خلال حضورهم القوي وانتشارهم بالمكان للحصول على السبق الصحفي والقيام بأكبر قدر ممكن من الاستجوابات في صورة تعكس مكانة الرجل والأهمية الكبرى التي يحظى بها في أوساط السلطة الرابعة الجزائرية.
وعرفت مقبرة العاليا انتشارا مكثفا لمختلف عناصر الأمن والجيش الوطني الشعبي والحماية المدنية ولا حديث في المقبرة إلا عن خصال الرجل ومواقفه ومختلف ردود الفعل التي أعقبت وفاته.
وخطف مستشار الرئيس الراحل محي الدين عميمور الأضواء بوصوله المبكر حيث حاولت مختلف وسائل الإعلام استجوابه بالنظر لمرافقته للرئيس الراحل الشادلي بن جديد طيلة ٥ سنوات من ١٩٧٩ إلى ١٩٨٤ ليتوالى حضور الشخصيات السياسية والثقافية والفنية وحتى العسكرية التي شهدت حضورا مكثفا.
وانفردت «الشعب» بمحي الدين عميمور لأخذ الانطباعات حول بعض الخصوصيات التي لم يتطرق إليها مع وسائل الإعلام الأخرى فأكد لنا بأن بعد وفاة الرئيس الراحل هواري بومدين تم الاتفاق على ضرورة اختيار خليفة فتم التوجه مباشرة نحو مؤسسة الجيش الوطني الشعبي لأنها الأكثر انضباطا ونضجا وأوكد لكم أن تلك الفترة مثلما يروج لم تكن هناك صراعات على السلطة بقدر ما كان هناك طموح وأفند أن تكون صراعات قد اندلعت بين الراحل الشاذلي بن جديد وأعضاء مجلس الثورة محمد الصالح يحياوي ووزير خارجية هواري بومدين آنذاك عبد العزيز بوتفليقة.
وأضاف المتحدث لـ «الشعب» أن ما أنجح مرحلة الراحل الشادلي بن جديد هو تجاوزه للخلافات الداخلية وتعزيزه للحريات وإطلاقه لسراح الكثير من المعتقلين السياسيين ومنهم الرئيس أحمد بن بلة الذي كان تحت الإقامة الجبرية، وأعتبر بأن هذا الأمر شهادة فخر للرئيس الراحل الشاذلي بن جديد.
وتواصلت شهادات عميمور مع تواصل الحضور الغفير لتوديع الراحل الشاذلي بن جديد الذي اثني على أداء الشادلي في المحافل الدولية وخاصة عدم الانحياز والوحدة الإفريقية وأقام علاقات ندية مع الاتحاد السوفياتي آنذاك وفرض شروطا على فرنسا لزيارتها وللتاريخ أشير إلى أن بلجيكا كانت أول بلد غربي يزوره الشادلي وليس باريس ناهيك عن تمتينه للعلاقات العربية العربية.
وأرجع عميمور شعبية الراحل الشاذلي إلى مواصلته العمل لفائدة الطبقات الشعبية من خلال تشجيع الرعاية الصحية والتعليم ونشر التعريب وحل المشاكل الاجتماعية غير أن ما حدث في ١٩٨٣ في مؤتمر جبهة التحرير بإبعاد العديد من القيادات على غرار محمد الصالح يحياوي والمتحدث «عميمور» وزهور ونيسي وعبد العزيز بوتفليقة لأسباب غير معروفة وكان وراء تلك الحملة من قبل أطراف اعتمدت البرجوازية الجديدة والتي كانت وراء إضعاف جبهة التحرير الوطني والتسبب في أحداث ٥ أكتوبر ١٩٨٨ التي أحدثت ألما عميقا في نفسية الرئيس الراحل الشادلي بن جديد.
بن جديد يجمع شمل الجزائريين بعد وفاته
الرئيس الراحل يوارى الثرى بمقبرة العاليا في جو جنائزي مهيب
بوغرارة حكيم
شوهد:1023 مرة