بإعطاء والي ولاية بومرداس عبد الرحمان مدني فواتيح بمعية السلطات المحلية إشارة انطلاق موسم الاصطياف لسنة 2018، مناصفة من شاطئي قورصو المركزي وبودواو البحري تعود هذه الأخيرة إلى قائمة البلديات الساحلية التي تستقبل الفعاليات الرسمية الخاصة بالموسم بعد سنوات من التهميش وانعدام التهيئة في شواطئها الطبيعية لترتفع بذلك عدد الشواطئ المسموحة للسباحة هذه السنة إلى 47 شاطئا..
وكانت قورصو وبودواو البحري على موعد مع تظاهرة افتتاح موسم الاصطياف التي عرفت تنظيم عدة نشاطات فنية واستعراضات من قبل الفرق الرياضية والفنية، فيما تمّ اتخاذ جملة من التدابير التنظيمية التي من شأنها إنجاح الموسم وتجاوز إشكالية الفوضى وسوء التنظيم التي عرفتها المواسم السابقة بسبب قضية مجانية الشواطئ التي لا تزال تسيطر على هواجس المصطافين، وكذا مسألة النظافة في الشواطئ التي كثيرا ما عكّرت الأجواء وكانت سببا في نفور المواطنين وهجرة البعض المعروفة.
ولتجنب هذه الوضعية والعمل على تجاوزها والتقليل منها وطمأنة المصطافين، جدّد والي تأكيده «على مجانية الدخول للشواطئ ومحاربة كل أشكال الاستغلال ومحاولات الابتزاز التي يتعرض لها المصطافون كل سنة، كما وعد بأن الموسم الجديد سيكون مغايرا من حيث التنظيم وطبيعة الخدمات المسخرة في كل شاطئ بفضل الإجراءات المتخذة وبرنامج التهيئة التي عرفتها شواطئ الولاية المفتوحة للسباحة هذه السنة»، كما تمّ على الهامش إعطاء إشارة انطلاق عمل «ماديبلاج» وهي عبارة عن مؤسسة جديدة مستحدثة على شكل مؤسسة «مادينات» ستشرف طيلة موسم الاصطياف على عملية تنظيم الشواطئ بهدف تجاوز هذه الإشكالية المطروحة سنويا، وإعادة فتح فضاء الترفيه لغابة قورصو المحاذية للشاطئ المركزي بعد استفادتها من أشغال تهيئة وتجديد لتكون دعامة أساسية للنشاطات الموازية لموسم الاصطياف مخصص للعائلات والأطفال لممارسة مختلف الأنشطة الترفيهية.
هذه الإجراءات المتخذة من قبل والي الولاية الخاصة بمجانية الشواطئ بقدر ما تركت ارتياحا بين المواطنين والمصطافين بقدر ما طرحت تساؤلات وتخوفات من تكرار نفس سينار يو المواسم السابقة واستمرار ظاهرة الابتزاز المفضوح من قبل أصحاب الشمسيات الذين يتعمّدون احتلال أجزاء كبيرة من الشاطئ لإرغام العائلات على الكراء على الرغم من أن الخدمات تبقى في كل الأحوال اختيارية وليست مفروضة، إلى جانب أزمة حظائر السيارات التي تبقى من النقاط السلبية التي تعكّر أجواء الاصطياف، حيث لا يكتفي بعض الشباب بمراقبة الفضاءات المرخصة من قبل البلديات بل يتمادون إلى اختلال أرصفة الطرقات وكل المساحات القريبة من الشاطئ لابتزاز المصطاف ودفعه ما بين 50 إلى 200 دينار حسب المكان لركن سيارته، وإلا تعرض للتهديد بالسرقة والاعتداء نتيجة التراخي وغياب الرقابة والمتابعة المستمرة من قبل السلطات المختصة، وهي من المظاهر التي شوّهت موسم الاصطياف بولاية بومرداس التي تحوّلت إلى قبلة للمصطافين من كل ولايات الوطن، حيث ينتظر أن يصل العدد هذه السنة إلى 15 مليون سنيتم في حالة تحسّن مستوى الخدمات وتلاشت مظاهر الفوضى الابتزاز من قبل مجموعات فوق القانون.
نقطة أخرى مهمة يمكن الإشارة إليها متعلقة ببرنامج تهيئة الشواطئ الممتدة على طول الشريط الساحلي التي قفزت هذه السنة إلى 47 شاطئا، حيث تبقى الشواطئ الرئيسية بعاصمة الولاية وبعض البلديات المجاورة كقورصو وأكثر حظا وتركيزا من حيث طبيعة الأشغال والخدمات الأساسية المرافقة لفائدة الزوار وهو ما يجعلها تعيش سنويا ضغوطا كبيرة مقارنة مع باقي الشواطئ الأخرى العذراء التي لم تنل حظها، كافيا من البرنامج بل مجرد أعمال سطحية مع افتقادها للخدمات القاعدية رغم التحضيرات السنوية من قبل اللجنة المشتركة مع رؤساء البلديات والحديث عن إجراء تغييرات جذرية وتدابير لتحسين وإنجاح الموسم.