تعزّز مخزون سد صارنو الواقع بالجهة الشمالية لولاية سيدي بلعباس بأزيد من 20 مليون متر مكعب نتيجة التساقطات المطرية التي شهدتها المنطقة مؤخرا، وهي الكمية التي أنعشت السدّ، حيث ستعود بالفائدة على الفلاحة وعلى حجم المياه الموجهة للشرب عبر الأحياء والبلديات الواقعة شمال الولاية.
وأفاد عبد القادر لطاب مدير الري والموارد المائية، أنه قد تمّ القضاء على مشكل تلوث مياه السد بصفة مؤقتة في إنتظار صدور المناقصة لانجاز محطة رفع المياه القذرة على مستوى بلدية الدلاهيم ومباشرة الأشغال الشهر الجاري على أكثر تقدير . ويعد هذا السد الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى الحقبة الإستعمارية أهم مورد مائي بسيدي بلعباس يموّن الجهة الشمالية الشرقية للولاية بالماء الصالح للشرب، والتي تضم بلديات زروالة، سيدي حمادوش والدلاهيم وسيدي ابراهيم إلى جانب تدعيمه للجهة الشمالية لمدينة سيدي بلعباس بكل من أحياء سيدي الجيلالي، الروشي وبن حمودة. ويصل إنتاج المياه بالولاية إلى 42 مليون م3 منها 13 مليون م3 تنتج من الآبار العميقة و29 مليون من السدود التابعة للولايات المجاورة كتلمسان ومعسكر، كما يعتمد في تموين باقي البلديات على 110 بئر عميقة بعدما كان عددها لا يتعدى 49 بئرا في أواخر التسعينيات، في انتظار حفر 10 آبار جديدة هي قيد الإنجاز عبر مختلف بلديات الولاية، فضلا عن ستة آبار أخرى تنتظر التهيئة والترميم، حيث ستمكن من توفير 12 ألف م3 بصفة يومية الأمر الذي سيحل مشاكل التوزيع بحوالي 16 بلدية من جملة 25 بلدية تعاني من تذبذب في توزيع الماء الشروب.
وتشير آخر الإحصائيات إلى أن 24 بالمائة من سكان الولاية تصلهم المياه مرة كل ثلاثة أيام فأكثر و28 بالمائة يتزودون بالمياه الصالحة للشرب مرة كل يومين، وتقع جل هذه البلديات بالناحيتين الجنوبية والغربية، ولحل المشكل تمّ تسجيل عدة مشاريع استعجالية تحسبا لصيف 2018، من أجل تحسين برنامج التوزيع في انتظار الانتهاء من مشروعي الشط الشرقي والغربي، وهما المشروعان اللذان من شأنهما القضاء نهائيا على مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب بهذه المناطق، حيث لاتزال بلديات الناحية الجنوبية بولاية سيدي بلعباس تعرف تذبذبا كبيرا في عملية توزيع الماء الشروب بسبب التأخر المسجل في توصيل مياه الشط الشرقي، إذ لا تصل المياه حنفياتهم إلا مرة كل ثلاثة أيام خاصة ببلديات مولاي سليسن، رأس الماء، وادي السبع وشيطوان ما خلق أزمة حقيقية بدأت بوادرها شهر رمضان وستتواصل طيلة فصل الصيف الذي ترتفع فيه نسبة إستهلاك المياه، ما سيضطر هؤلاء إلى الإستنجاد بمياه الصهاريج.