تستعد محافظة الغابات لولاية سيدي بلعباس لإطلاق حملة مكافحة حرائق الغابات لموسم 2018، حيث ضبطت آخر الإستعدادات لإنجاح الحملة من خلال مخطط سخرت له كل الإمكانيات المادية والبشرية.
كشفت فاطمة بن صديق، رئيسة مصلحة حماية النباتات والحيوانات أن المحافظة الولائية للغابات تدعمت مؤخرا بـ 100 بدلة مضادة للحريق وهي العملية التي تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني تخص إستفادة أعوان الغابات ببدلات مشابهة مضادة للإشتعال. وأضافت أن الرتل المتنقل سيكون على مستوى ولاية تلمسان، وهو الرتل الذي توكل له مهمة حماية الغطاء النباتي على مستوى الجهة الغربية للوطن، يضم 15 سيارة خاصة بالتدخل الأولي باعتبار أن المهمة الرئيسية لمحافظات الغابات تكمن في حماية الغابات قبل وقوع الحرائق، أما فيما يتعلق بالأبراج وفق المخطط المسطر فتضم الولاية 11 برجا، 3 ورشات خاصة بالتدخل و9 فرق تدخل متنقلة تتمركز في المناطق والغابات الأكثر تعرضا للحرائق، وتلك التي يتوقع حدوث حرائق بها. فضلا عن 9 سيارات مجهزة بصهاريج للتدخل الأولي في مكافحة النيران و 5 صهاريج مجرورة شاحنة و 133 نقطة مياه وسط الغابات.
كما تقوم المحافظة بتوظيف أعوان في إطار عقود الإدماج المهني لإنجاح فعاليات هذه الحملة بالإضافة إلى بعض عمليات التشجير والصيانة وتجديد المساحة الغابية، خلال موسم الغرس.
وعن الجانب الوقائي، أكدت رئيسة مكتب حماية النباتات أن المحافظة تعمل على تنظيم حملات تحسيسية حول أسباب الحرائق و طرق تفاديها خاصة أن العامل البشري يبقى المتسبب الأول فيها بالتنسيق مع الجمعيات البيئية ومختلف وسائل الإعلام، داعية في الوقت ذاته السكان المجاورين للمساحات الغابية إلى تفادي الرمي العشوائي للنفايات والالتزام باحتياطات الأمان في الفترات التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة.
هذا وتسجل المحافظة مشروعين هامين هما قيد الإنجاز، الأول يخص تهيئة المسالك الغابية على مسافة 43 كلم تهيئة خطوط النار بمساحة 20 هكتارا، غرس الحزام الأخضر على مسافة 200 هكتار مع تحديد معالم 180 وحدة، فضلا عن إعادة تشجير 600 هكتار، أما المشروع الثاني فيخص بلديات الهضاب العليا بتكلفة إنجاز تقدر بـ 650 مليون دج، يضم أشغال تصحيح السيول بسعة 25 الف متر مكعب، تهيئة المدرجات على مسافة 710 هكتار، تثبيت الضفاف على مساحة 150 هكتار تهيئة المسالك الغابية على مسافة 147 كلم، وغرس الأشجار الغابية بمساحة إجمالية تصل إلى 1080 هكتار مع غرس الحزام الأخضر على مساحة 100 هكتار، كما يتم تهيئة 5 وحدات للمنابع المائية.
للإشارة، فإن ولاية سيدي بلعباس شهدت الصائفة الماضية نشوب 84 حريقا بمختلف غابات الولاية تسبب في إتلاف 725 هكتار من المساحة الغابية، بحسب إحصائيات مصالح الحماية المدنية التي سجلت 1467 تدخل خاص بالحرائق، منها 15 حريقا بالمحاصيل الزراعية أتلف 430 هكتار من الأراضي الفلاحية، 52 حريقا لحاصدات تسبب في إتلاف 81 هكتارا، 13 حريقا لأشجار مثمرة أسفر عن إتلاف 621 شجرة، ناهيك عن تسجيل 33 حريقا تسبب في ضياع 17499 حزمة تبن.
من جهته، قام الرتل المتنقل بـ 92 تدخلا على مستوى الولاية التي تعد أكبر ولاية غابية بالجهة الغربية بمساحة غابية تفوق 205 ألف هكتار موزعة على 39 غابة تابعة للأملاك الوطنية الغابية بـ 41 بلدية، وتصل نسبة الغطاء النباتي إلى 22 ٪، كما تتوفر الولاية على 128 ألف هكتار من الحلفاء بالمناطق السهبية جنوب الولاية.