انتشار مخيف لتسوّس الأسنان وسط التلاميذ ببجاية

الأطباء يدقون ناقوس الخطر

بجاية: بن النوي توهامي

تتزايد الإصابة بالنّخور السنّية أو ما يعرف بتسوّس الأسنان بشكل كبير، يدعو إلى القلق في الوسط المدرسي، حيث في دائرة القصر على سبيل المثال، يحتل هذا المرض البكتيري الصدارة، فيما يتعلّق بالأمراض التي تمّ الكشف عنها من قبل فرق الرعاية الصحية العاملة في وحدات الكشف والمتابعة.

في هذا الشأن، صرّح أحد الأطباء الجراحيين لـ «الشعب»، «يعدّ التّسوس السنّي من دون أي منازع، المرض الأكثر انتشارا، إذ يتقدم عن غيره من الأمراض كهشاشة الهيكل العظمي واضطراب الرؤية ومختلف الأمراض الطفيلية الأخرى».
أما طبيب آخر، يعمل بالقطاع الصحي، وعضو بأحد الهياكل التي تتكفل بالوقاية وترقية الصحة في الوسط المدرسي، اعترف أن ارتفاع نسبة انتشار التسوس السنّي لدى الشريحة المتمدرسة يمثل حاليا سمّة رئيسية مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار، خاصة وأن جميع الأطوار معنية بهذا المرض الطفيلي، معبّرا عن العجز الذي يشعر به أطباء الأسنان أمام تقدمه، والإحصائيات تتبع شكل منحى متصاعد لم تستطع الحملات التحسسية المنتظمة المنظمة لفائدة الأطفال المتمدرسين كسرة وجعله يتبع شكلا تنازليا.
ووفقا للأرقام التي أعلن عنها الطبيب، تقارب نسبة الإصابة بهذا المرض 75بالمئة، ما يعني أن ثلاثة أطفال من أربعة من الخاضعين للفحص، إثر الفحوص الطبية الدورية، يعانون من آفات محيّرة في مختلف مراحل تطورها، في حين أشار أخصائي آخر بالقول، «لقد عاينا أيضا أن ما يقارب نصف الأطفال الذين يتمّ تسجيلهم في السنة الأولى، يعاني الأطفال على الأقل من تسوس سن واحدة، ما يعني أنه بالرغم من النصائح التي يتم توجيهها، إلا أن المرض في تقدم مستمر خلال المسار الدراسي للطفل».
ومن جهتهم، يعترف جراحو الأسنان العاملين بوحدات الكشف والمتابعة بالإجماع، أن الرسائل التربوية وخطابات التوعية التي تهدف إلى الرعاية الصحية، والتي يتمّ توجيهها أثناء الحملات التحسيسية، لم يكن لها صدى كبير ولم تأثر إلا قليلا على أنماط الحياة الصحية المتعلقة بالأطفال المتمدرسين، حيث صرّح أحدهم، بالقول أنّ العادات الغذائية السلبية وعدم تنظيف الأسنان عادات متأصلة بشكل كبير، وإذا لم يأخذ الأولياء هذه المسألة على محمل الجدّ عن طريق تعليم أطفالهم السلوكات اليومية الصحيحة، لن نتمكن أبدا من عكس هذا الاتجاه، ناهيك عن القضاء على النخور السنيّة بشكل نهائي.
وفقا للمختصين، تكمن المشكلة في كون الناس لا يعتبرون تسوّس الأسنان مرضا في حدّ ذاته، وقد اقترح أحد أطباء الأسنان في هذا الشأن مكافحة هذه المفاهيم المغلوطة السائدة، والقيام بتغيير هذه الاعتقادات والسلوكات التي يتم تبنّيها إزاء هذا المرض، حيث أنّ تسوّس الأسنان يعتبر مرضا يجب الوقاية منه والتكفل به بشكل ملائم، وذلك لأسباب شتى ليس أقلّها كونها ذات تأثيرات حشوية متعددة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024