يرتبط وجود ساحة المجاهد الراحل بوعلام حمو بالمدية اليوم، بتلك الأيام الجميلة التي كان يقضيها سكان الولاية بمقهى ومطعم المجاهد بشير التركي عباس المكنى «بريان» ليلا ونهارا عند مخرج المقر الرئيسي للولاية، حيث كانت هذه المقهى «بريان» وإلى حدّ قريب قبل تهديمها وتعويضها بأخرى بالطريق الرئيسي وجهة وفضاء للمجاهدين وأصحاب المال والإداريين والنخب المثقفة، ولاستحضار الصفحات المشرقة للتاريخ البطولي للشهداء المجاهدين الأشاوس.
وتشكل ساحة حمو التي استفادت مؤخرا من عملية اعادة التهيئة، وإلى حدّ قريب هاجسا لدى السلطات المحلية وبخاصة لدى منتخبي بلدية عاصمة الولاية حاول غلقها، ويقرّ الكثير بأن هذه الساحة كانت ولا تزال فضاء مريحا لتناول مختلف أنواع المشروبات وبخاصه الشاي والحديث عن مستقبل فريقهم «لوام» لكرة القدم.
صحيح أن إعادة الاعتبار لمثل هذه الساحة لم يكن اعتباطيا، باعتبار أن هذا الفضاء صار مكانا للقراءة بالنظر لموقعها الاستراتيجي وملتقى لكل أنواع الشرائح، غير أنه بالرغم من استثمار الكثير من الخواص في فتح قاعات للشاي تبقى ساحة ومقهى المجاهد الراحل بوعلام حمو محافظة على ريادتها كأكبر الفضاءات استقطابا ويتجلى ذلك سنويا في سهرات الشهر الفضيل التي تدوم إلى ساعات متأخرة من الليل.
ويرى عبد المالك سلامة المنسق الولائي للاتحاد العام للتجار والحرفيين ممن عايشوا جزءا كبير من هذه الفترة، بأن اتخاذ المسؤولين المحليين للقرار التاريخي بإطلاق تسمية رسمية على الساحة باسم المجاهد بوعلام حمو جاء في سياق توفير الفضاءات المتاحة كملتقى المواطنين وجعله كمنبر للترويج لمختلف النشاطات والأعمال ذات المنفعة العامة قرب ساحة السلام، المدشّنة مؤخرا من طرف والي الولاية على هامش الاحتفال الرسمي باليوم الدولي للعيش معا في سلام.