بعد تسليم مشروع خط السكة الحديدية المكهرب الرابط بين الثنية وبلدية وادي عيسي باتجاه العاصمة في إطار عصرنة وتجديد الشبكة الذي فتح آفاقا واسعة لنقل المسافرين وتبادل البضائع بعد سنوات من المعاناة في ظلّ هيمنة أصحاب الحافلات على هذا الشريان الحيوي، تدعم قطاع الأشغال العمومية والنقل بولاية تيزي وزو بعدة مشاريع هامة لتوسيع شبكة الطرق لربط الولاية بمحيطها والولايات المجاورة وأخرى لفك الخناق وسط المدينة بواسطة مشروع المصعد الهوائي»التليفيريك» الرابط بين محطة المسافرين وقرية سيدي بلوة..
يشهد قطاع الأشغال العمومية والنقل حركية كبيرة بولاية تيزي وزو بفضل جملة المشاريع الحيوية التي تدعّمت بها في إطار المخططات الخماسية لبرنامج رئيس الجمهورية، كانت البداية بتسليم مشروع خط السكة الحديدية المكهرب الذي ينتظر توسيعه إلى محطته النهائية ببلدية عزازقة وهو المكسب الذي دخل حيز الخدمة السنة الماضية، محدثا بذلك طفرة كبيرة في مجال توسيع شبكة النقل لربط الولاية بمحيطها الإقليمي، خاصة العاصمة مرورا بولاية بومرداس، كما تشهد شبكة الطرقات ديناميكية كبيرة أيضا في مجال تجديد الطرقات الوطنية والولائية وكذا البلدية الرابط بين عاصمة الولاية والقرى الجبلية، خاصة وأن تيزي وزو معروفة بطابعها الجبلي وتمركز نسبة كبيرة من السكان في مناطق جغرافية صعبة التضاريس لكنها تحوّلت بفضل هذه الإرادة السياسية ومشاريع التنمية المحلية والاجتماعية إلى مناطق حيوية أخذت بعضها أبعادا اقتصادية وأقطاب استثمارية في المجال الفلاحي.
ولعلّ أهم مشروع ينتظره سكان الولاية هو الطريق الاجتنابي الرابط بين الطريق الوطني رقم 12 على مستوى بلدية ذراع بن خدة في اتجاه شطر الطريق السيار شرق ـ غرب باتجاه الجباحية بولاية البويرة على مسافة 48 كلم، الذي يشهد وتيرة متسارعة في الانجاز لتدارك التأخر الكبير في الانجاز رغم التعليمات الصارمة التي قدمها وزير الأشغال العمومية والنقل السابق في توقفه بالمشروع عند بدايته، وينتظر أن يسلم بعد أشهر قليلة بالنظر إلى تقدم الأشغال في الفترة الأخيرة.
المصعد الهوائي.. حل جذري لظاهرة الاختناق
مشروع آخر يحمل الكثير من الأهمية للمساهمة في فكّ الخناق وسط مدينة تيزي وزو التي تشهد حالة انسداد يومية وكثافة في الحركة المرورية وتنقل المسافرين بين الأحياء الكبيرة بالخصوص اتجاه المدينة الجديدة التي تحوّلت إلى قطب حضري هام بفضل وجود مقر جامعة تيزي وزو بحسناوة وحي باسطوس الجديد، ويتعلّق الأمر بمشروع المصعد الهوائي «تليفيريك» الرابط بين محطة المسافرين متعدّدة الأقطاب ببوهنون وارجونة بقرية بالوة بأعالي المدينة على مسافة 7 كلم الذي كان منتظرا تسليمه شهر جويلية من سنة 2018، حسب تقديرات الوزير، لكن تأخر عملية الانجاز والاضطرار إلى فسخ عقد الشركة الأولى الفائزة بالصفقة واستبدالها بالشركة الفرنسية «بوما» بسبب عدم احترام دفتر الشروط أدى إلى تمديد أجال التسليم، حيث ينتظر تسليم المقاطع الأول من المشروع على مسافة 2,5 كلم التي تربط ما بين محطة المسافرين إلى وسط المدينة في انتظار الانتهاء من الأجزاء المتبقية.
مع العلم أن المشروع الذي خصّص له في البداية 490 مليار سنتيم بإشراف مؤسسة ميترو الجزائر، سلم إلى مجمع فرنسي جزائري بتاريخ 5 ماي 2013، مع تحديد مدة انجاز بـ24 شهرا لكنها مدّدت إلى 39 شهرا بسبب جملة من العراقيل التي أخّرت عملية التسليم وفتح هذا الخط الهام المتوقع منه نقل 2000 مسافر يوميا في إطار تدعيم خطوط النقل الحضري داخل مدينة تيزي وزو وترقية الخدمات لفائدة المواطنين الذين يعانون يوميا من حالة الاختناق عبر أهم المحاور وسط المدينة.
يذكر أن مشروع المصعد الهوائي لولاية تيزي وزو الذي أطلقته وزارة الأشغال العمومية والنقل إلى جانب ثلاثة مشاريع مماثلة في ولايات قسنطينة، سكيكدة وتلمسان، يتكوّن من ثلاثة أجزاء عبارة عن محطات للتوقف، الأولى تربط بين محطة المسافرين باتجاه ملعب أول نوفمبر ثم المدينة العليا وتشمل محطتين، الجزء الثاني يربط المدينة العليا نحو مستشفى سيدي بالوة، وأخيرا الشطر الثالث يربط مستشفى بالوة بأعالي قرية رجاونة.