دعا سكان بحي بورومي في العفرون، بغرب البليدة السلطات المحلية إلى إزالة مشكل الروائح المنبعثة من مفرغة الردم التقني، والتي حولت حياتهم إلى كابوس حقيقي وسممت الهواء الذي يتنفسونه.
أضاف المتضرّرون من سكان وفلاحين أيضا، إنهم كلما اقترب موسم الحرارة، إلا وتتحول يومياتهم إلى معاناة بما تحمله من سموم الروائح الكريهة التي أصبحت تلازمهم طيلة أيام السنة، وبالأخص في أوقات العصر والمساء، أين تنتشر عبر مسافة قطرية تزيد عن 3 كيلومترات مربعة ويجبر هؤلاء على غلق النوافذ وحرمان أبنائهم اللعب بالخارج، لحماية ما تبقى منهم من الإصابة بالأمراض التنفسية والحساسية، كما هو الحال مع الفلاحين، والذين أعربوا أيضا عن خشيتهم من تسمم المحاصيل المزروعة بمحيط المفرغة، وذكروا بأنهم لطالما احتجوا غير أن السلطات تحركت في خضم ذلك وتعهدت لهم بتحويل المفرغة إلى مكان بعيد، إلا أن ذلك لم يحدث، وتم معالجة المشكل جزئيا فقط، وهم يطالبون، اليوم، قبل حلول شهر رمضان وفصل الحرارة، بتحويل المفرغة الى عنوانها الجديد بضواحي بلدية عين الرمانة -والتي تم انجازها السنة الماضية- وبذلك يسلمون من الروائح الوبائية، ليتنفسوا هواء نقيا طبيعيا. ناشد، من جهتهم، ممثلو سكان حي 161 مسكن اجتماعي في الحساينية ببوينان، التدخل المستعجل لديوان الترقية والتسيير العقاري، النظر في»الوضعية الكارثية»، لتسربات شبكة التطهير الصحي بتلك العمارات.
أصحاب الشكوى أوضحوا لـ «الشعب»، إنهم يجبرون على الدخول إلى حماماتهم باستعمال المطريات، ومنذ استفادتهم من تلك السكنات في العام 2011، وهم في معركة دائمة، وسنوية لترميم ما تخلفه تسربات تلك المياه القذرة في طوابقهم، إلا أن تسوية المشكل بشكل نهائي ظل حلما يراودهم، وما زاد الطين بلة، أن تلك التسربات لوّثت الجو، ونشرت روائح كريهة جدا، إلى درجة بعضا من السكان لم يعد يقدر العيش وسط تلك السكنات، وأن غلق أوترك النوافذ مفتوحة لعدم تسلل تلك الروائح، أصبح لا ينفع، لأنها تلاحقهم ليل نهار وداخل شققهم وخارجها، ودعوا في السياق إلى إيجاد حلول لظاهرة تخريب قنوات التصريف من قبل مجهولين بالطوابق السفلى، وغلق المحلات التي تحولت إلى مرتع للمنحرفين ومخربي تلك القنوات، وأن مخاوفهم اليوم هي أن تقع انهيارات في طوابقهم، بسبب تشبع الأرضيات من تسربات المياه لنحو 7 سنوات كاملة، وعدم مقاومتها لهشاشتها مع مرور الايام، ما لم تتحرك الجهات الوصية وتنقذهم من خطر محتمل.