فتحت كلية الهندسة المدنية لجامعة معسكر في يوم دراسي ملف المواضيع ذات الصلة بهذا التخصص العلمي وأثره البالغ على مختلف المجالات الإنمائية، حيث أكد العميد والبروفيسور محمد بوشكارة، أن هذا الفضاء الثري يهدف أساسا إلى تبادل الأفكار والخبرات بين الأكاديميين والسماح لهم بعرض دراساتهم، الانفتاح على العالم خارج أسوار الجامعة ومدّ جسور التواصل والتعاون بين الجامعة والسلطات المحلية، لما يسهم في توليد الاهتمام لدى المسؤولين بالأبحاث والدراسات.
وتناول المتدخلون العديد من الجوانب، على غرار مجال النقل والطرق، حيث تمّ التركيز بشكل خاص على أحدث التقنيات المستعملة في صناعة المنشآت الطرقية إلى جانب عنصر السلامة المرورية والدعوة لضمان المزيد من الكفاءة والفعالية في هذا المجال، من خلال تكييف التطورات مع القدرات المعرفية، كما استعرض الأساتذة المختصون آخر الأبحاث المتوصل إليها في مجال تشييد وإنجاز الطرق، بما فيها التقنيات الجديدة المستعملة في صناعة الإسمنت والخرسانة باستخدام المواد الجيوتقنية لتعزيز الأرصفة والأرضيات ذات القابلية للانزلاق والانجراف، وتثمين الطمي المستخرج من السدود بعد عمليات نزع الأوحال المكلفة جدا من خلال استغلال هذه المواد كعناصر أساسية في تصنيع خرسانة ذاتية الانضغاط تسمح بإطالة سنوات صلاحية الطرق خاصة على مستوى الأرضيات السريعة الإنزلاق، حيث أكدت الدكتورة آمينة زتير بجامعة معسكر أن كميات هامة من الطمي المستخرج من السدود بعد عمليات نزع الأوحال تبقى دون استغلال رغم أهميتها في إنجاز الطرق فيما توفر أبحاث الأكادميين حلولا مناسبة للسلطات المحلية يمكن أن تستغل من أجل تنمية مستدامة، الأمر الذي أكد على أهميته أيضا الخبير دلة نورالدين في مداخلته، موضحا أن توحل السدود وباعتباره مشكلة تهدّد البيئة والتنمية المستدامة، إلا أن المشاريع المكلفة لنزع الأوحال يمكنها أن تقدم حلولا أخرى في مجال صناعة مواد البناء لاسيما تلك التي تدخل في مجال إنجاز الطرقات، داعيا إلى تشجيع الاستثمار في مجال استغلال أوحال السدود وإشراك الكفاءات الجامعية، فيما تعلق بالخبرة العلمية والتقنية اللازمة من أجل تثمين هذه المواد الطمية .