تشهد العديد من الأحياء بوسط مدينة سيدي بلعباس تدهورا بيئيا كبيرا، خاصة بالاحياء السكنية الجديدة، كحي الجزيرة، حي بومليك الجديد وغيره من الاحياء القديمة كحي سيدي الجيلالي، بن حمودة والسوريكور، فضلا عن النقائص المسجلة في التهيئة الحضرية الأمر الذي ضاعف من تدهور المحيط بشكل عام.
باشرت مصالح الدائرة بالتنسيق مع بعض الشركاء كوحدة الديوان الوطني للتطهير، مؤسسة نظيفكم، القيام بحملات لتنظيف التجمعات السكنية، حيث كانت البداية بحي الجزيرة الذي تدهور محيطه البيئي بشكل ملفت على الرغم من حداثته، وستستمر الحملات التنظيفية لتشمل عديد الأحياء على مستوى البلدية وفق البرنامج المسطر. وقد جاءت العملية بعد تسجيل ذات المصالح لتدهور عام للمحيط والبيئة بإقليم البلدية، بسبب تقاعس مصالح البلدية في مهامها في تهيئة المحيط وتنظيفه، على الرغم من تخصيص أرصدة مالية قوامها 15 مليار سنتيم للصفقات العمومية المتعلقة بمشاريع التهيئة، إلا أن تقاعس مصالح البلدية في تنفيذ هذه الصفقات حرم عديد الأحياء من هذه المشاريع التي من شأنها رفع الغبن عن المواطن والمساهمة في خلق أرضية تساعد على إظهار الوجه الجمالي للأحياء. حيث كشفت الأمطار الأخيرة المتساقطة عن العديد من العيوب بالطرق الرئيسية والفرعية بما في ذلك الأرصفة والبالوعات التي تشهد تدهورا كبيرا ما أثّر وبشكل كبير على حركة السير للمركبات والمشاة على حدّ سواء، ودفع بمصالح البلدية إلى إتخاذ حلول ترقيعية إذ شرعت منذ اسابيع في تزفيت وترقيع بعض النقاط والحفر على مستوى الطرقات وإصلاح للبالوعات والمجاري المتضررة من التساقطات.
ومن جهتها قامت مديرية البيئة وبهدف تدارك النقائص المسجلة في تسيير النفايات المنزلية بتسجيل عملية لإنجاز حفرة ثانية بمركز الردم التقني للنفايات لتخفيف الضغط على الحفرة الأولى التي أضحت لا تستوعب كمية النفايات التي يستقبلها المركز والتي قاربت 250 طن يوميا، كما تنتظر المديرية استيلام مشروعين هامين الأول يتمثل في مركز فرز النفايات في إطار الشراكة البلجيكية الجزائرية «مشروع أجيد» ووحدة لفرز النفايات العضوية وتحويلها لسماد وهو المشروع الذي تتمحور أهدافه الرئيسية حول إنجاز مركز لتثمين النفايات الخضراء على مستوى مركز الردم التقني للنفايات بالتنسيق مع مؤسسة نظيف كم، على أن يتمّ تحويل النفايات العضوية من مخلفات الأسواق كسوق الجملة للخضر والفواكه وكذا مخلفات بقايا الأشجار وتحويلها إلى أسمدة عضوية، هذا وسيتم تنظيم أيام دراسية تحسيسية لفائدة عمال مركز الردم وعمال مؤسسة نظيف كم بهدف تتبع العمليات الخاصة بالمشروعين ولخلق تناسق في العمل وكذا إنجاح المشروع بداية من جمع النفايات الخضراء وحتى تحويلها إلى سماد عضوي، هذا وتبقى مساهمة جمعيات الاحياء والمجتمع المدني الحلقة الأهم في الحفاظ على البيئة والمشاركة في تسيير النفايات المنزلية حيث أن الإستراتيجية الجديدة الخاصة بجمع وتسيير النفايات المنزلية تعتبر المواطن محورها الأساسي وشريكها الفعال.