تنعدم بعاصمة الولاية خنشلة الأسواق المغطاة الخاصة ببيع الخضر والفواكه، بعد غلق السوق المغطى الوحيد، الواقعة بقلب وسط المدينة بشارع عبد الحميد ابن باديس، لم يتم بعدها فتح أي سوق لهذا الغرض على الرغم من تشييد عديد الهياكل التجارية وزيادة النمو الديمغرافي والعمراني بالمدينة.
رغم تشييد السوق المغطاة الواقعة وراء المكتبة الجامعية سابقا من طرف مديرية الإدارة المحلية لخنشلة بداية الألفية الجارية، على أساس تخصيص جناح كبير منه لتجارة الخضر والفواكه لفائدة العائلات، إلا أن أصحاب المحلات الذين فازوا بالمزايدة الخاصة بكرائها خصّصوها لتجارة الألبسة والأحذية والافرشة والأواني المنزلية.
كما أن بعض المنتخبين السابقين عملوا على تشييد السوق المغطاة المتواجدة بطريق انسيغة بالمخرج الجنوبي للمدينة لتخصيصها لتجارة الخضر والفواكه، إلا انه حول كذلك إلى أغراض أخرى بعد إتمام انجازه قبل عدة سنوات.
أمام هذا الوضع القائم الذي زاد من تريف عاصمة الولاية وفوضويتها، تعتمد العائلات على شراء الخضر والفواكه من الباعة المتجولين أومن المحالات الفردية القارة، وكذا من الأسواق المفتوحة وسط الطريق والأرصفة بأحياء الحسناوي، المحطة، بوزيان ومن السوق الأسبوعي، يوم الثلاثاء.
هذا في الوقت الذي تلجأ فيه عديد العائلات الميسورة الحال للتنقل إلى مدينة عين البيضاء بأم البواقي على بعد 50 كيلومترا من عاصمة الولاية، لشراء الخضر والفواكه أسبوعيا من الأسواق المغطاة هناك، علما وان الأسعار بها منخفضة مقارنة بأسعارها بولاية خنشلة، إضافة إلى تنوع العرض على أساس وجود تنظيم وأعراف ومنافسة شريفة لهذه التجارة هناك.
يرجع التجار ارتفاع الأسعار بخنشلة مقارنة بالمدن المجاورة إلى الاحتكار الحاصل في هذه التجارة من جهة وفوضى تسييرها من جهة ثانية، فباعة الطاولات المتنقلة مثلا يشجعون بقاء الوضع هكذا، كونهم من جهة لا يمتلكون سجلا تجاريا ولا يسددون الضرائب ولا مصاريف الكهرباء والمياه والإيجار، ويسهل الغش في المواد المعروضة فوجود أسواق مغطاة من شأنه تنظيم هذه التجارة وخلق منافسة شريفة لصالح المستهلك وتحديد البائع الغشاش بسهولة.
واتصلت «الشعب» برئيس المجلس الشعبي البلدي بخنشلة للاستفسار عن أسباب عدم استغلال الأسواق المشيدة في هذا الإطار، وإهمال السوق القديمة، فكشف لنا أن السوق القديمة المتواجدة بقلب المدينة سيتم ترميمها من ميزانية السنة الجارية مع المحافظة على طابعه العمراني وشكله ليستفاد منه سكان أحياء وسط المدينة.
أضاف في هذا الصدد، أن مصالح البلدية تعكف على إعداد دفتر شروط لكراء أربع أسواق مغطاة خلال السنة الجارية عن طريق المزايدة العلنية، وهي أسواق تابعة للبلدية ثلاث منها منجزة قبل عدة سنوات دون استغلالها بأحياء طريق باتنة، المدينة الجديدة، تيكساس، وسوق طريق انسيغة لتخصيصها لتجارة الخضر والفواكه لصالح سكان الأحياء الموجودة بها.