رغم الحملة التي سبقت انطلاق عملية التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية بالولاية، إلا أن هذه الأخيرة عرفت عدم تجاوب التلاميذ وأوليائهم مع العملية بل أن الكثيرين رفضوا تلقيح أبنائهم بدعوى أن اللقاح لا جدوى منه وسيكون له تبعات خطيرة على صحة أبنائهم وهي نفس الاشاعة التي اطلاقها السنة الماضية، ولم يتم التجاوب مع حملة التطعيم، ما تسبب في مشاكل واضطرابات بعدد من المؤسسات التعليمية التي وجد القائمين على إنجاحها مجبرين على الانصياع لرغبة التلاميذ وتوقيف حملة التلقيح في أيامها الأولى.
فقد أعلنت حينها مديرية الصحة والسكان لولاية جيجل عن تمديد فترة حملة التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية (Rougeole et la Rubéole) إلى إشعار آخر لتبقى متواصلة على مستوى العيادات المتعددة الخدمات بالولاية بغرض إنجاح العملية ولاستدراك تردد الاولياء في مباشرة تلقيح أبنائهم، حيث بلغت نسبة التلقيح مند بداية الحملة 11 بالمائة ، أي تلقيح ما يقارب 12495 طفل فقط، وسيتم في هذه مرحلة التمديد استدراك التلاميذ الذين لم يتم تلقيحهم في الحملة السابقة، تلقيح التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم من 06 إلى 14 سنة، ولم يكونوا معنيين سابقا بالحملة.
والهدف من هذه الحملة الوطنية للتطعيم حسب مديرية الصحة والسكان بجيجل، هو القضاء على مرضي الحصبة والحصبة الألمانية، وكذا اكتساب مناعة جماعية تمنع انتشار هذين المرضين في المجتمع، بالنظر إلى المعلومات الموثوقة التي تشير إلى أن مرضي الحصبة والحصبة الألمانية تعد من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى، تتمثل أهم أعراضها في الإصابة بالحمى وظهور البقع الحمراء على الجلد مع إمكانية حدوث مضاعفات خطيرة يصعب استدراكها.
للإشارة، خصصت مديرية الصحة بجيجل ما يقارب 32 ألف لقاح من أجل إنجاح حملة التلقيح المنقضية لفائدة تلاميذ المدارس ضد الحصبة والحصبة الألمانية وهي العملية التي انتهت في السابع من الشهر الجاري حسب البرنامج الذي وضعته مديرية التربية بالتعاون مع مديرية الصحة، كما خصصت 06 فضاءات صحية لهذه العملية عبر تراب الولاية ناهيك عن 53 طبيبا و32 مختصا نفسيا من أجل مرافقة التلاميذ طيلة أيام العملية.
كما أكد المدير المحلي لقطاع الصحة بجيجل سيدهم شعبان عن تسجيل ما لا يقل عن 100 حالة إصابة بداء الحصبة «بوحمرون» مشتبه فيها، حيث سجّلت 21 حالة إصابة بداء الحصبة مشتبه فيها في 13 مارس الجاري، وأضح ذات المسؤول أن هذه الحالات سجلت في مارس، وأضاف أنه «تمّ القيام بالتحقيقات الوبائية وإرسال تحاليل دم الأشخاص المشتبه إصابتهم إلى معهد باستور بالجزائر العاصمة، وهذا من أجل نفي أو تأكيد الإصابة».
كما أوضح رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان بالولاية، «أن مديرية الصحة قد اتخذت جميع «التدابير التي تفرضها مثل هذه الوضعيات»، مضيفا في هذا السياق أن التحقيقات الوبائية قد تمّ القيام بها وإرسال عينات الدم المأخوذة من أشخاص مشتبه إصابتهم بهذا المرض إلى معهد باستور بالجزائر العاصمة لتأكيد هذه الحالات من عدمها، مشيرا إلى أنه «لم يتمّ إدخال أي شخص إلى المستشفى إلى غاية اليوم».