أصبح الإقبال على الدروس الخصوصية في ولاية بجاية ظاهرة متفشية لدى نسبة كبيرة من التلاميذ في مختلف الأطوار التعليمية، فبعد أن كانت في الماضي مقتصرة على بعض التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، ونسبة قليلة من التلاميذ ضعيفي التحصيل العلمي، أضحت في السنوات الأخيرة موضة لدى بعض التلاميذ الذين يتوجهون نحو الدروس الخصوصية، رغم ما تكلفه من أعباء مادية كبيرة تثقل كاهل أوليائهم، مبررين ذلك بصعوبة المناهج الدراسية وعدم قدرتهم على التركيز واستيعاب وفهم الدروس داخل القسم.
بعض الأولياء من جانبهم يستنكرون هذه الظاهرة التي نمت بشكل ملفت في بجاية، تقول السيدة علاش ولية تلميذ، إلا أنهم لا يرون أي حرج من إرسال أبنائهم نحو هذه الدروس التي أصبحت، بحسبهم، ضرورة حتمية رغم أنها مكلفة، بحجة أنّ البرامج الدراسية صعبة كما أنّ البعض الآخر يرسلون أبناءهم نحو هذه الدروس، مكرهين خوفا من رسوبهم، ولم تعد هذه الدروس مقتصرة على المواد العلمية، كالرياضيات، الكيمياء والفيزياء، بل شملت أيضا حتى المواد الأدبية كالفلسفة واللغة العربية، واللغات الأجنبية، وهو ما يزيد من التكاليف المادية.
أمام الإقبال الكبير للتلاميذ نحو هذه الدروس، يقول السيد علاوة موظف، بعض الأساتذة لا يجدون حرجا في إعطاء الدروس في منازلهم، أو تحويل أقبية المنازل إلى قاعات أغلبها تفتقر إلى أدنى شروط السلامة، البعض يفسر النمو غير مسبوق لظاهرة الدروس الخصوصية في هذه الولاية على أنه يصعّب على المعلم إيصال الفكرة والمعلومة للتلميذ داخل القسم، هذا الأخير يضطر إلى الاستنجاد بأساتذة الدروس الخصوصية الذين يعتمدون على قدراتهم الخاصة، بعيدا عن المناهج المدرسية بهدف توضيح الدروس بأساليب تطبيقية.
بالإضافة إلى الدروس الخصوصية التي يقبل عليها التلاميذ العاديون الذين يدرسون في المؤسسات العمومية، تنتشر في ولاية بجاية مدارس خاصة توفر للتلميذ تعليما منتظما، منذ الطور الابتدائي حتى المرحلة النهائية من الطور الثانوي، ويلتحق بها أبناء العائلات الثرية، ورغم أنها تقدم نفس البرامج التعليمية التي توجد في المدارس العمومية، إلاّ أنها بشكل أو بآخر أصبحت تروّج للطبقية لأنها هي ظاهرة جديدة على المجتمع البجاوي، فمثل هذه المدارس المعتمدة الموجودة في ولاية بجاية، تعتبر بعيدة عن متناول أطفال العائلات العادية، كون الرسوم التي تتقاضاها هذه المدارس عن التلميذ الواحد مرتفعة الثمن.