يبدو أنّ النّمو العمراني الذي عرفته ولاية البليدة في العقدين الأخيرين، أثّر بشكل فعلي على عملية توزيع مياه الشرب للساكنة، خاصة مع الجفاف الذي شهدته وتسبّب في انخفاض منسوب المياه الجوفية، وهذا ما أدّى إلى تذبذب في توزيع هذه المادة الحيوية، لكن الحل يأتي من محطة «فوكة 2» لتحلية مياه البحر التي توفّر كميات معتبرة من المياه للمنطقة منذ انطلاقها قبل بضعة أشهر.
رغم الجهود المبذولة فإنّ عددا كبيرا من بلديات الولاية تشهد تذبذبات في توزيع المياه خاصة الواقعة في الجهة الشرقية على غرار مفتاح، الأربعاء وبوعينان، حيث يزود السكان بها بالماء بعد انقطاع لعدة أيام، والأمر لا يختلف عن بلديات الجهة الغربية لا سيما الشفة والعفرون.بدوره أقرّ الوالي خلال اجتماع للمجلس التنفيذي، بأن المشكلة تكمن في تسيير توزيع المياه أكثر من نقصها، أما مدير الموارد المائية فقد أعطى بعض الأرقام التي تُجسد العمل أمام انخفاض حاد في منسوب المياه الجوفية لدرجة أنّ عددا كبيرا من الأنقاب أصبح غير منتج وتمّ استبدالها بأنقاب جديدة، حيث أكّد هذا المسؤول بأنّه تمّ حفر أكثر من 440 نقب جديد، منها 14 تم تشغيله منذ شهر جانفي الماضي، مشيرا إلى أنّ بعض الأنقاب تُنتج تدفّقا منخفضا ولا تُلبّي الطلب المرتفع.
ويعتقد عبد الكريم علوش أنّ شحّ المياه الذي تعاني منه ولاية البليدة ناجم عن عوامل مثل الاحتباس الحراري، والنمو السكاني، والاستنزاف المفرط للمياه، فقد وفّرت محطة «فوكة 2» لتحلية مياه البحر 40 ألف متر مكعب من المياه منذ انطلاقها قبل بضعة أشهر: «لمواجهة هذا الوضع، يجب تحسين إدارة الموارد المائية، وتطوير تقنيات مثل تحلية المياه، والحد من الهدر، باتباع ممارسات زراعية أكثر استدامة».
ويرى المسؤول نفسه أنّ مشكلة شحّ المياه في ولاية البليدة ستنتهي قبل نهاية هذا العام، وذلك بزيادة حصة المياه التي توفّرها محطة «فوكة 2»، والمقدرة بـ 100 ألف متر مكعب، وفيما يتعلق بمشروع خط أنابيب شبكة المياه لتزويد بلديتي الأربعاء ومفتاح بمياه البحر المحلاة، فقد أوضح بأن المشروع قد أحرز تقدّمًا ملحوظًا، وينتظر وصول بعض المعدات المستوردة.
وختم قوله متحدّثا عن محطات تصفيات المياه المستعملة التي تٌنجز تدريجيا بولاية البليدة، والتي تسمح بتجسيد سياسة اقتصاد الماء بحسب قوله، وذلك من خلال استرجاع كميات هائلة من المياه يمكن استخدامها في السقي، وهذا ما يسمح بالتقليل من استعمال المياه الجوفية، وتوفير عدة بدائل لها في حالات الجفاف.