هياكل الاستقبال ومرافق الإيواء قاعدة أساسية لأي إقلاع تنموي في قطاع السياحة، لذا يعتبر وجودها ضروريا بنوعية تتطلّع لرغبات السّائح، وبذات الأهمية التي يستوجب توفيرها في المدن السياحية أو العواصم والمدن الكبرى من خدمات متنوعة ومواصلات وغيرها.
بولاية معسكر تظل مساعي تطوير قطاع السياحة والجهود المرتكز عليها دون المستوى المطلوب، وبمفهوم أكثر وضوحا، تتبدّد هذه المساعي والجهود عند عتبة المدينة التي تنام باكرا وتقفل محلاتها التجارية في حدود الساعة السادسة مساءً ولا يختلف ذلك في موسم الحرارة، إذ تظل قلة قليلة من محلات بيع المثلجات صيفا إلى حد الساعة الـ 9 مساءً كأقصى تقدير، أما في عاصمة الحمامات بوحنيفية، فلا يختلف الأمر بالرغم من أن زوار المنطقة يخرجون ليلا للتنزه في محيط واد الحامات، غير مبالين بالمدينة التي خلدت إلى النوم منذ زمن على أطلال فنادقها المتردية. وهذا أبرز ما يدعو السّائح للخروج من الفندق بعد استجمامه، وعموما هي الصورة الحالية لمدينة بوحنيفية السياحية، لم تتغيّر منذ عقود في نظر السياح وزوار بوحنيفية الذين أصبحوا يفضّلون كراء شقق بتكلفة باهضة عوض المكوث في نزل لا يتوفر على حد أدنى من التجهيزات الضرورية.
وليس ذلك بالنقد خاصة إذا ما توافق رأي السائح لبوحنيفية مع رأي المسؤول الأول على قطاع السياحة بمعسكر، الذي أكد في حديث لـ «الشعب» أن المؤسسات الفندقية بولاية معسكر لم تصل بعد إلى المستوى المنوط بها، والذي يعوّل عليه لتنشيط الحركية السياحية وإنعاش القطاع، مشيرا إلى أن أغلب الفنادق في بوحنيفية أصبح همّها الوحيد الكسب دون مراعاة شروط ومعايير الإيواء والاستقبال، فضلا عن انعدام الاحترافية في تقديم الخدمات الفندقة، والمرتبطة أيضا بشروط الصحة والنظافة، ممّا جعل عدد السياح يتناقص سنة بعد الأخرى.
وفي حديثه. كشف السيد طالبي عبد المالك،أنّ مصالحه تحصي 2214 سرير يوفره 43 فندقا بالولاية، أغلبها في مدينة الحمامات وعاصمة الولاية وبالدوائر الكبرى على غرار غريس وسيق والمحمدية، يضاف إليها عدد الأسرّة التي توفّرها مرافق الشباب والمؤسسات الواقعة تحت وصاية مديرية الشبيبة والرياضة وعددها 750 سرير لبيوت الشباب. وبالرغم من الجهود التي تبذلها مصالح مديرية السياحة للارتقاء بالقطاع عموما وتوفير مرافق الخدمات الفندقية، ضمن برنامج خصّص لتجسيد استثمارات الخواص من خلال 11 فندق طور الانجاز، من شأنه توفير 1200 سرير، إلا أن نقائص القطاع هي الصورة الغالبة عليه بولاية معسكر. وحسب حديث مسؤول قطاع السياحة، فإنّ الحضيرة الفندقية بالولاية، تقدّم أغلب مؤسساتها خدمات ضعيفة للمواطنين أوزوار المنطقة في المناسبات والتظاهرات، بمن فيهم أيضا السياح من محبي الاستجمام والسياحة الحموية، وتأتي على رأس هذه النقائص والخدمات الضعيفة والمتردية، غياب حسن المعاملة لدى مستخدمي الفنادق والمطاعم، مضيفا إنّ الهياكل الفندقية بالولاية ليست مصنفة ممّا يجعلها توصف في درجة المراقد التي لا تحتوي على خدمات مريحة أوذات جودة، إلى جانب كونها مهترئة وفي وضعية متقدمة من القدم.
أما بيوت الشباب الموجودة والتي تحصي مجملها 750 سرير، فهي وبالرغم من البرنامج الهام الذي شمل تهيئتها أو إنجاز بعضها، تبقى خارج الاستغلال المثالي أو التام، وتعتبر بيوت الشباب بولاية معسكر تلك الهياكل التي تحوم فيها الأشباح، على غرار بيت الشباب في بلدية نسمط السياحية، والذي يبقى خارج الخدمة إلى أجل غير مسمى، بسبب غياب العمل الفعلي لبعث الروح في هذا المرفق الهام من حيث قيمته السياحية وتوسطه لغابة نسمط التي تستقطب ألاف السياح من داخل وخارج ولاية معسكر، أو بيت الشباب بمركز لفروسية بعاصمة الولاية «قطني قادة» الذي تم إنجازه في سنة 2013 واستلم منذ سنة تقريبا، حيث بقي هذا المرفق خارج الخدمة أيضا بسبب ضعف الحركية وغياب المبادرات الشبانية التي من شأنها تفعيل دور هذه المرافق وجعلها تحت تصرف الجمعيات أو الشباب.