تسيير المخاطر الطبيعية الكبرى، استراتيجية أولتها الجهات المسؤولة أهمية بالغة للحيلولة دون تحوّل الظاهرة الطبيعية إلى كارثة حقيقية، وقد جاءت في شكل إجراءات قانونية وتنظيمية،
وجملة قواعد وتعليمات احترازية من شأنها تقليص الأضرار والخطر أو تفاديها، من خلال تعليمات تدعو السلطات المحلية إلى التحضير
والاستعداد لموسم الشتاء، حيث تحظى هذه التعليمات بمتابعة جدية للسلطات الولائية بمعسكر، التي شرعت في تفعيل عمل خلية تسيير المخاطر التي تعذّر الاتصال بها، ودعوة المعنيين بالتسيير الإداري لقطاعات الموارد المائية
والأجهزة العاملة تحت وصايتها على غرار الديوان الوطني للتطهير، الحماية المدنية، الدوائر والبلديات، إلى العمل الاستباقي لتفادي الكوارث الطبيعية الممكن حدوثها جراء التقلبات الجوية خلال موسم الشتاء، كما يأتي التكفل بانشغالات المواطن الاستعداد لأي كارثة متوقعة على رأس توصيات الجهاز التنفيذي لولاية معسكر.
وحدّثتنا السيدة مليكة مقايز، مديرة الديوان الوطني للتطهير، أنّ مصالحها متحكّمة إلى حد ما في الوضع الذي يتطلّب تنسيق الجهود بين جميع الأطراف والقطاعات، وقد تمّ تعزيز حظيرة عتاد الديوان بمعسكر بتجهيزات حديثة للمجاري وشاحنات للتدخل بأمر من المدير العام للديوان الوطني للسقي
والتطهير، التي تصب في مجال ضمان التدخل وتسيير شبكة الصرف الصحي على المستوى المحلي في أحسن الظروف، خاصة خلال موسم الشتاء حيث ترتفع درجة الاستعداد لأي طارئ متعلق بالإضطرابات الجوية المصحوبة بالفياضانات.
وذكرت السيدة مقايز مليكة، أنّ مخطّط تدخل مصالحها ساري المفعول على مدار السنة، ويشمل تدخل 90 بالمئة من عمال ديوان التطهير عبر 7 مراكز منتشرة عبر تراب الولاية، عمليات دورية للمجاري
والبالوعات، تضاف إلى ذلك مبادرات حسنة لاستكمال عمل ديوان التطهير بسبب غياب مصالح التطهير التابعة للبلديات، من خلال البالوعات
و المجاري التي تدخل تحت وصاية وتسيير مديرية الأشغال العمومية والبلديات. وذكرت مديرة الديوان أيضا إنه بالرغم من تحكم مصالحها في الوضع استعدادا لتجنب مخاطر الفياضانات، بحكم أنها تشرف على تسيير شبكة الصرف الصحي على مستوى 47 بلدية بمعسكر، فإن مشكل غياب المخططات البيانية لوجود شبكات الصرف يشكّل أكبر عائق أمام عمال ديوان التطهير، الذين يحفرون في أغلب حالات الانسداد وعطب الشبكات مسافات معتبرة دون التمكن من الوصول إلى مكان الانسداد والعطب. وقد أشارت إلى أنّ مسؤولية توفير هذه البيانات تقع على المجالس البلدية، كما تقع عليها مسؤولية المساهمة من ميزانيتها في إطار اتفاقية عمل مع ديوان التطهير لاستبدال أغطية البالوعات المحطمة.
وعلى العموم، ذكرت السيدة مقايز مليكة أنه تم إحصاء 48 نقطة سوداء عبر تراب الولاية، تم التدخل لاحتوائها عبر أكثر من 1100 متر طولي من شبكة الصرف الصحي، فيما أجريت الآلاف من عمليات التصريف الوقائي للبالوعات، مؤكدة أنّ الولاية مستعدّة تماما لمواجهة أخطار الفيضانات.