سوق الخضر والفواكه لـ «باش جراج»

غياب النّظافـة وإهمال للإجـراءات التّنظيميـة

جمال أوكيلي

«روائح كريهة تنبعث من أرضيته»، «إنعدام النّظافة في زواياه»، «أشغال فوضوية في كل مكان»، هذا هو الوصف الذي يمكن أن نطلقه على سوق الخضر والفواكه الجديد لباش جراح، يستحيل أن يقتني الشّخص ما يريده في فترة طويلة نظرا لانعدام حد أدنى من شروط معاينة المواد الموجودة على الطّاولات.
عند مدخل السّوق من ناحية الطّريق الرئيسي المؤدية إلى حيّ النّخيل، مياه آسنة تحوّلت إلى لون أسود تنطلق منها روائح جرّاء تركها في الهواء تتفاعل مع مواد أخرى، ويظهر أنّ ذلك المكان مخصّص لبائعي السّمك، ومواد أخرى سريعة التّلف، عند الانتهاء من عملهم يلقي هؤلاء الأشخاص ما تبقّى من مياه لرشّ السّمك في تلك الأمكنة، ممّا يؤدّي إلى وضع لا يمكن الوقوف عنده. والأدهى والأمر أنّه قريب جدّا من القصّابين الذين يبيعون اللّحم في هذا الوسط غير النّظيف بتاتا، بالرّغم من وضعهم لمبردات زجاجية إلاّ أنّ ذلك لا يفي بالغرض كلية تاركا ما يعرض مهدّدا بكل أنواع الجراثيم المسبّبة للأمراض.
ويتساءل المواطنون عن سبب إهمال هذا السوق والتخلي عنه بهذا الشّكل؟ في جهات أخرى الأشغال لم تكتمل محاطة بسياج وأماكن أخرى محلات مفتوحة لا أحد يفهم ما يجري هناك!؟ كل ذلك أدّى إلى تلك الفوضى العارمة، كثرة المداخل والمنعرجات، غياب توفّر تنظيم محكم يشرف عليه ما يسمى بمسؤول السّوق، لا يوجد باب رئيسي يفتح ويغلق في أوقات معيّنة.
هذه الإجراءات التّنظيمية غير متوفّرة عقّدت كثيرا من الأهداف التي كانت متوخّاة من إعادة بنائه من جديد، وتوزيعه على الشباب الذي هو في حاجة ماسّة له ليكون متمتّعا بكل حقوقه تجاه الإدارة، ويعمل في هدوء بعيدا عن التّحايل أو شيء من هذا القبيل. هذا الذي حدّده مسؤولو بلدية باش جرّاح ـ تراجع للأسف ـ خاصة مع الآجال المحدّدة للإنجاز التي تجاوزت ما كان منتظرا منها، أي فتح هذا الفضاء يكون في نسق واحد وليس على أجزاء من جهة إلى جهة أخرى، وهذا ما هو قائم في الوقت الراهن، كما أنّ تصميم السّوق من ناحية المساحة غير متساو، انعكس ذلك على المحل الذي لا يكفي لوضع كميات معيّنة من البضاعة، ويلاحظ من يوم لآخر أنّ الكثير من المهنيين في مجال الخضر والفواكه غادروا هذا المكان إلى جهات أخرى تاركين ذلك للشّباب.
وكثير من النّاشطين في باش جراح لم يعجبهم ذلك التّصميم للسّوق، رافضين العمل في تلك المحلات لأنّها غير مفتوحة على الزّبون بقدر ما تقلّل من فعل التّواصل معه، وتجعل بضاعته باهظة الثّمن لذلك يفضّل دائما الذّهاب إلى الطّاولة المجاورة لعلّه وعساه أن يجد أسعارا معقولة في متناول قدرته الشّرائية.
لذلك فإنّه حان الوقت عودة زمام المبادرة إلى بلدية باش جراح لتسيير هذا السوق تسييرا كاملا وفق دفتر الشّروط المتّفق عليه، حتى تظهر كل مهام طرف من الأطراف المعنية بهذا الفضاء من كل النّواحي، خاصة التكفل بالنّظافة وكذلك البيع أي التّنظيم بصفة عامة لتفادي كل الفوضى الرّاهنة التي تلاحظ اليوم.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024