تعد مدينة وادي الزناتي، ثاني أكبر مدن ولاية قالمة والتي تبعد عن مقر الولاية بـ 40 كلم، إلا أنها ما زالت تشهد تأخرا من عدة نواحي متعلقة بالنقل والتهيئة وتوفير الغاز الطبيعي وكذا انتشار النفايات التي باتت تؤرق سكان المنطقة، «الشعب» تستطلع الواقع المعاش بوادي الزناتي حيث رصدت الكثير من الشكاوي التي تتعلق بالمشاكل التي يعاني منها المواطن.
وفي هذا الاطار، قالت لنا السيدة «لامرة» بحي التوت عن ما يسببه الوادي الذي يتواجد على طول الحي مقابل السكنات، معتبرة إياه أكبر تهديد يواجه السكان بالمنطقة، وأنا جد حريصة ودائمة المراقبة خوفا من سقوط الأطفال، حيث سجلت الكثير من الحوادث، آخرها الأسبوع الماضي سقط طفل عمره 10 سنوات أصيب حينها بخدوش.
كما هناك النفايات التي تلقى على جانب الوادي بحي التوت الذي أصبح مفرغة عمومية جراء تراكم فيه أكياس القمامة وهذا ما يتخوف منه السكان بأن يكون سببا في انتشار الأمراض لتسهيل المرور، وقالت من المتوقع أن يسقط في أي لحظة نتيجة هشاشته وما يشكله من خطر على المارة وخاصة أطفال المدارس.
ومن جهة أخرى، وبذات المنطقة بحي التوت اشتكى سكان الحي من نقص في الماء الشروب وخاصة في فصل الصيف، كما لم تشهد المنطقة أي تهيئة منذ فترة طويلة وهو ما استاء له الجميع حيث تتحول طرقاتهم إلى برك مائية وأوحال عند تساقط الأمطار ووجود مساكن من القصدير والزنك.
كما أبدى سكان الحي قلقهم من تعطل المشاريع بالمنطقة قائلين بأنهم في انتظار تدخل مسؤولي البلدية لتسجيل مشاريع مستعجلة من شأنها رفع الغبن عنهم حيث لا يطالبون سوى بحقهم في أبسط ضروريات الحياة الكريمة رغم يأسهم بسبب المطالب المتكررة التي ظلت دون تجاوب من السلطات المحلية.
وببلدية برج الصباط، اشتكى السكان من عدة نقائص جعلتهم يعيشون ظروفا جد صعبة ، حيث أكدوا أنهم محرومون من مختلف الحاجيات والمرافق الحيوية وفي مقدمتها الغاز الطبيعي كونه مشكل يطرح عدة مرات ولم يجدوا حلا بعدم إعارتهم اهتماما من طرف المسؤولين بالبلدية حيث تبقى مطالبهم دائما عالقة ولا حياة لمن ينادي، وخاصة ما يعانونه من قساوة الطبيعة.
وفي هذا الصدد، يقول عثامنية مراد: «أبرز انشغالات سكان برج صباط تتمثل في السكن ونقص التموين بالمياه الصالحة للشرب في العديد من الأحياء والمجمعات السكانية والبطالة التي يعاني منها شباب المنطقة، وكذا الصحة وتجديد الإنارة العمومية والأرصفة وإصلاح المساحات الخضراء وانجاز فضاءات ترفيهية للعائلات والأطفال لحمايتهم من الانحراف والتسكع بالشوارع والطرقات، ويضيف: « تبقى جل هذه المشاكل طلبات».
أما من جانب الطرقات، يقول السيد منير بوقشف وجدناه في انتظار سيارة الأجرة وجدناه يشتكي من قلة المواصلات بوادي الزناتي، فأوضح أن: « طالب السكان في العديد من المرات بالتعجيل من أجل التكفل بانشغالاتهم المتمثلة في تهيئة الطرقات عبر مختلف الأحياء، لتسهيل وضعية المرور بالنسبة للسيارات ولأطفال المدارس، إلا أن الوضع الكارثي والمأساوي مستمر ومتواصل، حيث ستزيد الأمور سوءا مع تهاطل الأمطار في الشتاء، أين تكثر الأوحال والبرك المائية والمستنقعات ما يصعب وضعية تنقل السكان.
ويقول السيد مباركية: «تتفاقم حدة أزمة النقل بدائرة وادي الزناتي بسبب النقص الحاد لوسائل النقل عبر مختلف بلدياتها، ونظرا لكثرة مستعمليها لاسيما التلاميذ والعمال والموظفين، فإن الظفر بمقعد بالحافلة أو بالسيارة أصبح شيء صعب للغاية، حيث أصبحت مشكلة النقل تؤثر سلبا على يوميات المواطن هناك، ما جعلهم ينتظرون لساعات طويلة، وفي مشهد آخر تجد النساء والرجال يتسابقون للحصول على مقعد . ليبقى من يعمل على النقل الحضري لا يقدمون سوى بعض الخدمات ببعض المناطق والأحياء وهو ما يؤدي بالمواطن للوقوف لساعات في انتظار من ينقله لوجهته وخاصة ما يشهده وادي الزناتي من كثافة سكانية.