يعيش سكان قريتي سيدي امبارك وسيدي زيان في أعالي جبال سعيدة الواقعة في إقليم دائرة عوف بمعسكر، في عزلة تامة، بسبب غياب التغطية وسائل الاتصالات كالهاتف الثابت أو النقال الذي ينتهي تغطية المتعاملين الثلاثة في الأراضي المنبسطة لبلدية عوف على بعد 8 كلم عن سيدي زيان و15 كلم عن سيدي امبارك .
ويجد المواطنون، أنفسهم في ورطة غياب التواصل مع الآخر، خاصة في حال وقوع حادث مفاجئ، على غرار الحرائق التي تشب في الغابات المجاورة للقريتين أو في حالات المرض والاستعجالات.
وقبل أشهر كان الهاتف اللاسلكي الذي تتوفر عليه مدرسة سيدي زيان هو الوسيلة الوحيدة التي تمكن من التواصيل مع الساكنة في حالات الاستعجالات، غير أن العطب الذي أصاب هاتف المدرسة دون تصليحه، قضى على أمال السكان في التواصل والاتصال، حسب ما أوضحه عبد القادر وهو شاب من القرية ،لـ»الشعب»، أنهم ينقلون مرضاهم بواسطة مركبات الجيران، التي تصل بدورها بصعوبة إلى بلدية عوف المجاورة، عبر طريق مهترئ و منعرجات صعبة، وطرح عبد القادر مشكل غياب الطبيب بالمرفق الصحي الوحيد بالقرية الذي يتوفر على ممرض واحد ولا يتوفر على أبسط وسائل العمل، و حاول نفس المواطن إبراز خطورة الوضع في حال أصيب احد السكان بعضة حيوان مفترس أو لسعة أفعى سامة في هذه المنطقة الجبلية، مما يعيدنا للتساؤل عن غياب وسيلة ضرورية لتثبيت هؤلاء السكان في أريافهم، خارج مطلب السكن الريفي و الدعم الفلاحي و المرافق الادارية و التربوية، الذي استفادت منه القرية على مراحل في برامج تنموية مختلفة، و إن كان يسير وضع أرياف ولاية معسكر عبر مختلف ترابها يسير نحو التحسن، الذي تبرره الكثافة السكانية المتزايدة مقارنة بالسنوات الماضية التي فر فيها سكان الريف من شبح الإرهاب و الظروف الصعبة، نحو المدن، بفضل البرامج التي خصت بها الدولة هذه المناطق، فإن الاتصالات لأهميتها تعد الغائب الأكبر في المناطق الريفية و الجبلية على وجه الخصوص ،و عن الموضوع وقفت مديرة اتصالات الجزائر بمعسكر السيدة بن علي ياسمين على وضع السكان و طمأنتهم على مسمع من «الشعب»، أنه سيتم برمجة القرية و غيرها من المناطق الريفية ،للربط بشبكة الهاتف الثابت والنقال، في إطار برنامج مركزي، تشرف عليه الوزارة بحجة أن القطاع بمعسكر لا يتوفر على الموارد المالية اللازمة لذلك، و ذكرت المسؤولة أن المصالح المركزية للقطاع قد دعت إلى إحصاء احتياجات المناطق النائية و الريفية، لإدماجها ضمن برنامج خاص بالوزارة قد يرفع أعباءً ثقيلة عن سكان الريف، و يساهم بدوره في إنجاح مشاريع الدولة ومخططاتها لتثبيت سكان الأرياف ومكافحة النزوح إلى المدن .