مع اقتراب موسم الخريف وما يحمله من أمطار غزيرة قد تتحول في أي لحظة إلى فيضانات، تكثف السلطات المحلية بمختلف مستوياتها جهودها للوقاية والحد من المخاطر، حيث وضعت الحماية المدنية، بالتنسيق مع الهيئات التقنية والبلديات، مخططات خاصة للتدخل السريع عند الحاجة، شملت تحديد عدد من النقاط السوداء والحساسة والتي تُعد عرضة لارتفاع منسوب المياه، مع إلزام اللجان المحلية بمتابعة الوضعية ورفع تقارير دورية حول جاهزية شبكات الصرف والبالوعات والمجاري المائية.
يقول البروفيسور نصر الدين ساري إن التحضير لموسم الخريف يشكل تحديا كبيرا أمام السلطات المحلية، خاصة وأن الأمطار الغزيرة غالبا ما تتحول إلى فيضانات تتسبب في خسائر اقتصادية معتبرة وتكلف الخزينة العمومية أعباء إضافية، فكل دينار يستثمر في الوقاية يمكن أن يوفر مبالغ مضاعفة كانت ستصرف في إعادة التهيئة والتعويضات.
في هذا الصدد، تبذل السلطات الولائية والمحلية لولاية تبسة مجهودات ملموسة عبر إعداد مخططات استباقية، تشمل تنظيف البالوعات والمجاري، ومراقبة شبكات الصرف، إلى جانب تهيئة الأودية التي تشكل نقاطا سوداء في المدن والقرى، كما يتم التنسيق المستمر مع الحماية المدنية والدرك الوطني لمتابعة تطورات الطقس والتدخل الفوري عند الحاجة.
من الناحية الاقتصادية، لا يمكن التقليل من حجم الخسائر التي تسببها الفيضانات، حيث أن تكاليف إصلاح الطرق والمنشآت وتعويض المتضررين تثقل الميزانية المحلية والوطنية على حد سواء. لذلك فإن الاستثمار في البنية التحتية المستدامة، وتبني أنظمة إنذار مبكر، وإشراك المواطن في جهود الوقاية، يعد حلا أكثر فاعلية وأقل تكلفة على المدى الطويل.وأضاف أن رؤساء البلديات في المناطق المصنفة ضمن «مناطق منكوبة» يستفيدون من دعم ميداني قريب وسريع، بما في ذلك توفير فرق تدخل مجهزة ووسائل لوجستية للتكفل بأي طارئ.من جهته، يؤكد الكامل بوعفان المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية أنه في إطار التحضيرات الجارية لمواجهة أخطار الفيضانات، تم اتخاذ جملة من التدابير الوقائية للتقليل من الأضرار المحتملة، حيث وضعت مخططات خاصة للتدخل السريع عند حدوث فيضانات، بالتنسيق مع مختلف الهيئات المعنية، مثل المصالح التقنية والبلديات، ناهيك عن العمل الاستباقي المتمثل في الحملات التحسيسية على مستوى مختلف وسائل الإعلام والحواجز الأمنية لمستعملي الطريق.