ضرورة تفرضها التحدّيات المناخية

وهران.. السّقي بالميـاه المصفاة ضمان استدامـة الفلاحة

وهران: حبيبة غريب

أجمع المشاركون في اليوم الدراسي التحسيسي المنظم بحر هذا الأسبوع بوهران  لفائدة فلاحي ولاية وهران، أن إعادة استعمال المياه المصفاة في السقي الفلاحي لم يعد ترفًا تقنيًا بل ضرورة وطنية تفرضها التحدّيات المناخية والاقتصادية المتزايدة، وهو ما يستوجب تضافر جهود كل الفاعلين.

أكد المشاركون في اليوم الدراسي الذي احتضنه مقر الغرفة الفلاحية. بمسرغين غرب وهران على “ضرورة تسريع إنجاز محطات تصفية المياه المستعملة وربطها بالمحيطات الفلاحية المستهدفة، مع توسيع شبكات التوزيع وضمان استمرارية تزويد الفلاحين بهذه الموارد البديلة.
وأبرز المتدخلون في اللقاء المنظم من قبل وكالة الحوض الهيدروغرافي الوهراني - الشط الشرقي-، مؤخرا  بالتنسيق مع مديرية الري، مديرية المصالح الفلاحية، وغرفة الفلاحة لولاية وهران، “ ضرورة  مرافقة الفلاحين بوضع  برامج تكوين وتأطير شاملة، تتيح لهم استعمال هذه المياه في ظروف تقنية وصحية سليمة”، كما دعوا إلى تعزيز آليات التشاور الميداني الدائم بين الفلاحين والهيئات المعنية، بما يضمن معالجة الانشغالات الفعلية في وقتها.”
وطالب المشاركون في أشغال اليوم الدراسي الذي حمل شعار”إعادة استعمال المياه المصفاة في الفلاحة: “حل ضروري والتزام مشترك” بتفعيل دور المجتمع المدني والإعلام في تغيير الصورة النمطية السلبية المرتبطة بالمياه المصفاة، والعمل على ترسيخ ثقافة الاستغلال الرشيد للموارد المائية في أوساط الفلاحين والمواطنين على حد سواء، كشرط أساس لتحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.”
وبالمناسبة، أبرز رئيس الغرفة الفلاحية لولاية وهران ريزوڨة سعيد “أهمية اليوم الدراسي التحسيسي الذي وجهت دعوة المشتركة فيه لكل فلاحي وهران، مؤكدا أن أبواب الغرفة ستظل مفتوحة لهم لمرافقتهم ومساعدتهم في حل مشاكل عن خاصة تلك المتعلقة بالسقي”.
وأشار ريزوڨة، إلى  أن اللقاء شكل جسر تواصل مباشر بين الفلاحين وبين السلطات التقنية، وفضاء لطرح انشغالات الفلاحين الميدانية وعلى رأسها تلك المتعلقة بـنقص كميات المياه الموجهة للسقي في سهل “ملاتة”، الذي يحتاج وحده إلى تغطية حوالي 6200 هكتار”.
وثمن ريزوڨة أيضا”أهمية استمرارية اللقاءات وتكثيف التشاور حتى تتحوّل مثل هذه المبادرات إلى آليات عمل دائمة وفعالة”.
وفي سياق متصل أوضح محمد طباش، مدير وكالة الحوض الهيدروغرافي الوهراني الشط الشرقي، أن “التغيرات المناخية الحادة وتراجع تساقط الأمطار وضغط الطلب على المياه، تفرض اليوم تبني بدائل جديدة لسقي الأراضي الفلاحية”.
وأضاف طباش أن “استعمال المياه المصفاة لم يعد خيارًا ثانويا بل أصبح أولوية وطنية لضمان استمرارية النشاط الفلاحي، دون التأثير على مياه الشرب”.
وأبرز المتدخل  ضرورة أن تُبنى تجربة إستعمال المياه المصفاة  للسقي الفلاحي  على “التزام مشترك، يُراعي التكوين والتأطير واحترام المعايير الصحية والبيئية”. واستدل لذلك ب “التجارب الناجحة في محيطَي “ملاتة” و«سيدي طارق”، حيث تم إيصال المياه المصفاة إلى الحقول وربط مستثمرات فلاحية بمحطة تصفية وهران.”.
وأشار طباش  إلى أن “الفرصة سانحة في ولاية وهران بفضل توفر محطتين لتحلية المياه، مما يزيد من حجم المياه المعالجة القابلة لإعادة الاستخدام، وهو ما يجب بحسبه تعزير الاستثمار فيه في ظل الظرف المناخي الصعب”.
للإشارة جاء تنظيم اللقاء التحسيسي في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الاستعمال المستدام للموارد المائية وتكريس سياسة التسيير المدمج، ضمن للمسعى الوطني الرامي  إلى إرساء وعي بيئي وتقني لدى الفلاحين حول أهمية إدماج المياه المعالجة في السقي، في ظل التحديات المناخية المتزايدة والضغط المستمر على الموارد المائية التقليدية.
كما فتح اللقاء فضاء الحوار و للتشاور المباشر بين الفلاحين والمؤسسات الفاعلة في المجال من أجل وضع  حلول عملية وناجعة تضمن تطوير النشاط الفلاحي دون الإضرار بالثروة المائية، مع ترشيد استهلاك المياه وتحقيق الأمن الغذائي الوطني.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19832

العدد 19832

السبت 26 جويلية 2025
العدد 19831

العدد 19831

الخميس 24 جويلية 2025
العدد 19830

العدد 19830

الأربعاء 23 جويلية 2025
العدد 19829

العدد 19829

الثلاثاء 22 جويلية 2025