تعرف ولاية سعيدة نهضة تنموية شاملة في شبكة الطرقات، حيث يشهد قطاع الأشغال العمومية بالولاية، حركية غير مسبوقة خلال السنوات الأربع الأخيرة، من خلال إطلاق وإنجاز مشاريع استراتيجية ضخمة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية وتحسين شبكة الطرقات على المستويين الوطني والولائي، ما قد ينعكس إيجابا على السلامة المرورية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.
من أبرز المشاريع الكبرى التي يعرفها القطاع، مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 6 الرابط بين ولاية سعيدة وحدود ولاية البيض، وقد أوشك الشطر الأول منه، الممتد على مسافة 20 كيلومترا إلى غاية قرية تيمطلاس، على الاكتمال مع حلول شهر جوان المقبل.
وفي هذا الإطار، أكد مدير الأشغال العمومية، يحيى مزيان، في تصريح لـ«الشعب”، أن المشروع ساهم في إزالة كافة النقاط السوداء التي كانت تشهد حوادث مميتة، مما أدى إلى تقليص نسبة الحوادث بنسبة قاربت 80 بالمائة، كما عرف هذا الطريق توسعة معتبرة وتحسينا شاملا في معايير السلامة المرورية.
ومن المنتظر أن ينطلق الشطر الثاني من الطريق، الممتد من تيمطلاس إلى حدود ولاية البيض على مسافة 18 كلم، سنة 2026، ليكتمل بذلك مشروع ازدواجية الطريق من سعيدة إلى البيض، ما يعزز من مكانة سعيدة كبوابة حيوية نحو الجنوب من الناحيتين الاقتصادية والتجارية.
وتعرف مدينة سعيدة كذلك تنفيذ مشاريع طرقية مهيكلة داخل النسيج العمراني، من بينها الطريق الاجتنابي الرابط بين حي البرج ومجمع 1000 سكن، والذي يربط بالطريق المعروف بـ«الكحلة”، وقد تم إنجازه خلال سنة 2024، ليساهم في تسهيل حركة المرور داخل المدينة.
تم تحديث الطريق الولائي رقم 9 الرابط بين بلديتي الحساسنة وتيرسين على مسافة 19 كلم، مع تصنيفه كطريق وطني في أفق سنة 2026، ليربط بين ولايتي سعيدة وتيارت، كما انطلقت أشغال تحديث وتقوية الطريق الرابط بين سعيدة وبلدية أولاد إبراهيم على مسافة 20 كلم، حيث يتقدم الشطر الأول الممتد على 10 كلم نحوالاكتمال قبل نهاية شهر جويلية، وصولا إلى قرية تيفريت.
كما شملت الأشغال صيانة طرق هامة، من بينها الطريق المزدوج باتجاه منطقة الرباحية، والطريق الاجتنابي الرابط بين قرية عين التغات ومدخل سعيدة، وصولا إلى مفترق الطرق نحو ولاية معسكر، متضمّنا إعادة تهيئة الإنارة العمومية وتشغيل النافورة التي تعزز جمالية المدخل الشمالي للمدينة. وأعلن يحيى مزيان عن انطلاق أشغال مشروع الطريق المزدوج الرابط بين ولايتي سعيدة ومعسكر، انطلاقا من محور قرية سيدي عيسى ببلدية سيدي عمر، مرورا بسيدي بوبكر، وصولا إلى المدخل الجنوبي لمعسكر، على امتداد 23 كلم.
وينتظر أن تكتمل الأشغال نهاية سنة 2025، ما يجعل من هذا الطريق جزءا محوريا ضمن الشبكة الوطنية للطرق الاستراتيجية التي تدعم الاقتصاد الوطني وحركة تنقل الأفراد والبضائع من الجنوب الغربي نحو شمال وغرب البلاد، ويجري حاليا إعداد دراسات لإنجاز طرق اجتنابية بكل من سيدي بوبكر وسيدي عمر لتسهيل حركة المرور أكثر.
ومن المشاريع الأخرى التي انطلقت أشغالها، إعادة تأهيل الطريق الوطني رقم 92، الرابط بين مخرج مدينة سعيدة ومدخل بلدية الحساسنة، على مسافة 24 كلم، بعد أن شهد تدهورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة. كما شملت الأشغال الطريق الولائي رقم 81 الرابط بين برج الماي ومنطقة بن طريف، والتي ستستمر على مدى أربعة أشهر.
وقد استفادت عدة مقاطع من الطريق الوطني رقم 6 من عمليات توسعة وتحسين، خاصة بمنطقة تيمطلاس، التي كانت تعد من أخطر النقاط السوداء بسبب كثرة الحوادث.
وشملت هذه العمليات أيضا مقاطع خطيرة في مناطق سفيد، بوراشد، وتيمطلاس، التي كانت تعرف بـممرات الموت.
وتجدر الإشارة إلى أن مديرية الأشغال العمومية، كانت قد اقترحت دراسة مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 92 الرابط بين ولايتي سعيدة وسيدي بلعباس، ما يعكس طموح السلطات المحلية والجهات المعنية في تحويل ولاية سعيدة إلى قطب طرقات استراتيجي يخدم التنمية الشاملة والمستدامة على المدى البعيد.