باشرت مديرية البيئة لولاية البليدة بالتعاون مع المعهد الوطني للتكوينات البيئية، مع نهاية الأسبوع المنقضي، في تنظيم أيام دراسية لفائدة مديري المدارس بهدف تعزيز التربية البيئية عند التلاميذ في مختلف الأطوار.
بدأت العملية في بلدية أولاد يعيش لفائدة 20 مدير مدرسة، وستسمر تدريجيا لإشراك هذه الفئة في تأطير الأجيال القادمة وتلقينها المفاهيم النظرية والتطبيقية حول كيفية استغلال البيئة بشكل عقلاني دون إلحاق ضرر بها.
وكانت مديرية البيئة في البليدة قد أطلقت برنامجا لإنشاء نوادي خضراء في مراكز التكوين المهني بمناسبة انطلاق دورة شهر فيفري قبل أيام قلائل، وتعمل حاليا على تعميم التجربة في المؤسسات التربوية ثم في الجامعة.
وشرح مدير البيئة وحيد تشاشي هذا البرنامج: «نرغب من خلال إنشاء نوادي خضراء تلقين التلاميذ بمفاهيم مختلفة في مجال البيئة سواء تعلّق الأمر بفرز النفايات وجمعها وتثمينها أو تهيئة المساحات الخضراء وبخصوص التنوع البيولوجي».
وأبرز المٌتحدث بالقول: «تتشكّل هذه النوادي من التلاميذ أو الطلبة ويشرف عليهم أستاذ أو مستشار تربوي، والذي يتولى تقديم مفاهيم نظرية لهم حول الأمور البيئية، كما يٌخصص لهم أعمال تطبيقية وخرجات ميدانية كالذهاب مثلا إلى مؤسسة الردم التقني للنفايات لمتابعة عملية الرسكلة كيف تتم، أو التوجّه إلى مراكز الفرز لتعلم تقنيات الفرز وأهميتها».
وأضاف مسؤول قطاع البيئة في البليدة: «كما هو معلوم فإن المناهج التربوية تتضمن تلقين أبنائنا مجموعة من المعارف في مجال البيئة، وذلك من أجل غرس مبادئ الحفاظ على البيئة التي يعيشون فيها، ونحن من خلال النوادي الخضراء نٌريد تكملة التربية البيئية وتنشئة الأجيال القادمة على أسس صحيحة وتحضيرها للمستقبل».
وحرص ذات المسؤول على تربية النشء كما ينبغي، ومن ثمّة ستكون النتيجة جيدة وتضمن لنا حُب المواطن لبيئته، وهكذا سنقضي على سلوك التلويث والرمي العشوائي للنفايات، ويصبح المواطن ينظر إلى النفايات على أنها ثروة حقيقية فيعمل على تثمينها بدلا من ردمها أو حرقها»
وأكد تشاشي، بأن مصالحه تعتزم عقد لقاءات في الإقامات الجامعية قريبا، وذلك لتحسيس الطلبة وتوعيتهم بضرورة الحفاظ على البيئة، بإلقاء محاضرات لهم تشمل رسكلة النفايات ومحاور ذات أهمية في مجال البيئة، مع إجراء تطبيقات لهم حول فرز النفايات داخل الحرم الجامعي.
ويجمع المختصون بأن تسيير النفايات التي أصبحت تُشكل معضلة حقيقية في المدن الكبرى على غرار ولاية البليدة، بأن وضع الإطار التشريعي والتنظيمي لها غير كاف، بل ينبغي أن يُصاحب سنّ القوانين كفرض الضرائب البيئية، حرص المواطن على بيئته التي يعيش فيها.
وتعرف البليدة تلويثا لبعض وديانها على غرار وادي «كاف الحمام» في أولاد يعيش، وكذا واد الحراش الذي يمر ببعض البلديات على غرار بوقرة والشبلي، مع وجود مفرغات عشوائية في الأماكن الحضرية الكبرى، لذا يرى البعض بأنه حان وقت تفعيل الشرطة البيئية لفرض غرامات ببيئة على المخالفين.