تسبّب عدم تزويد المستثمرة الفلاحية الواقعة بمنطقة الطويلة ضاية بن سديرة في بلدية البيرين بولاية الجلفة بالكهرباء الفلاحية في إتلاف 5 آلاف شجرة زيتون، بعد صعوبة سقيها حيث تمّ غرسها تدريجيا عام 1993 إثر استصلاح قرابة 40 هكتارا.
أرجع المزارعون السبب أيضا إلى التكاليف الباهظة التي يفرضها شراء وقود محركات السقي والأعطاب التي تطالها من حين إلى آخر، حيث لم يتمكن مُلاك هذه المستثمرة من التكفل بهذه الأشجار، وزاد الطينة بلة حالة الجفاف التي أصابت المنطقة في السنوات الأخيرة، كما تسبّب مشكل السقي في تراجع إنتاج الحبوب الإستراتيجية بشكل كبير في هذه المستثمرة.
وتحصلت هذه المستثمرة على رخصة تزويدها بالكهرباء الفلاحية من قبل بلدية البيرين بموجب قرار صادر في 15 مارس 2020، يتضمن رخصة حفر وربط وإيصال للشركة الجزائرية لتوزيع الكهرباء والغاز بالجلفة، ثم تمّ تجديد هذه الرخصة مرة ثانية في 21 سبتمبر 2020، لتنطلق الأشغال فعليا بعد ذلك.
وبعد بلوغ نسبة الإنجاز 40 بالمائة، أمرت مديرية الفلاحة لولاية الجلفة بتوقيف المشروع بناء على شكوى غير مؤسسة لأحد العارضين يدعي أن إحدى الآبار التي كان سيتمّ ربطها بالكهرباء تقع داخل أرضه، وليس أرض بن سديرة، وبعد إرسال لجنة أثبتت التوقف الفعلي للمشروع، وجهت مديرية الفلاحة إرسالية بتاريخ 8 مارس 2020 إلى مصالح شركة «سونلغاز» تطلب منها استئناف الأشغال في أقرب وقت، وهذا بعدما قامت هذه الشركة بأخذ معداتها وغادرت.
ومازال صاحب هذه المستثمرة المُسمى عبد الحفيظ بن سديرة ينتظر تزويده بالكهرباء، كونه يُراهن على تطوير عمله بخلق مناصب عمل مباشرة وغير مباشرة وإفادة الاقتصاد الوطني، وذلك تبعا للتوجّه الجديد للسلطات بالاعتماد على الفلاحة لتحقيق الأمن الغذائي، ولذلك يُطالب بإيفاد لجنة تحقيق من قبل الوزارة الأولى للتحري في ما يحدث له.
ويُعتبر بن سديرة من بين أبرز المستثمرين الناجحين في منطقة السهوب، حيث يمتهن تربية المواشي التي توارثها أبا عن جد باستغلال ما يقارب 300 هكتار أراضي رعوية، كما يستغل نفس المساحة تقريبا لزراعة القمح والشعير بصفة منتظمة ومختلف الخضروات، ويُمول السوق الوطنية ببعض مواد الواسعة الاستهلاك.