يعيش سكان مشاتي حجر الجير والرمل ولافية التابعة إداريا لبلدية بالخير بولاية قالمة، ظروفا متدهورة منذ عدة سنوات بسبب النقص الكبير في متطلبات الحياة، واقع لازال يؤرقهم بعد، لغياب التنمية المحلية في المنطقة..
لم يستطع الرؤساء الذين توافدوا على البلدية تغيير الواقع المرير، بحسب شهادات السكان، فبالرغم من تضاعف عدد المقيمين بها، إلا أن السلطات المحلية لم تتخذ إجراءات استعجالية من أجل برمجة بهذه المشاتي أية مشاريع تنموية والتي من شأنها رفع الغبن عنهم..
سكان المنطقة في تصريحهم لـ»الشعب» عبروا عن استيائهم الكبير من النقائص التي أثرت بشكل سلبي على حياتهم، بسبب تردّي الوضع الذي يعانون منه لسنوات طويلة، خاصة ماتعلق بغياب التهيئة العمرانية، وكذا المرافق الضرورية للعيش الكريم.
طرقات غير معبّدة
يشتكي سكان مشاتي «حجر الجير»، «الرمل» والافية» من انعدام التهيئة داخل القرى، التي تتحوّل إلى برك مائية وأوحال كلما تساقطت قطرات قليلة من الأمطار، ويضطر السكان لإنتعال أحذية مطاطية أو وضع الأكياس البلاستيكية تفاديا لتسرب المياه داخل أحذيتهم أثناء سقوط الأمطار، كما يقوم البعض الآخر بجلب كميات من الحجارة أو الرمل ذات النوعية الخشنة ووضعها أمام الأبواب والأزقة قصد تسهيل عملية التنقل إلى الطريق الرئيس الذي يربط القرية بالبلدية.
ويعاني السكان من غياب قنوات صرف مياه الأمطار، حيث يضطرون إلى استعمال الطرق التقليدية في صرف مياه الأمطار التي تغزو القرية وتسبب الذعر في نفوس سكانها مخافة أن تغمر المياه منازلهم…
وعلى صعيد آخر، اشتكى محدّثونا من سوء حالة الطريق الرابط بين المشاتي والبلدية التي توجد في وضع كارثي، إذ بمجرد سقوط قطرات قليلة من الأمطار تتحوّل إلى برك ومستنقعات مائية يستحيل المشي فيها..
يعيش سكان مشاتي «حجر الجير»، «الرمل» ولافية»، حياة بدائية عنوانها: «المشقة» لغياب أبسط المشاريع التنموية، بسبب التهميش المفروض على المنطقة على حد تصريحات السكان، منذ الاستقلال، يضاف إلى ذلك العزلة التي فرضتها عليهم الطبيعة بتضاريسها الصعبة، والتي زادت من معاناة السكان، ورغم ذلك فضّل هؤلاء مواجهة الصعاب بالمكوث بقراهم وخدمة أراضيهم بدلا من النزوح.
في تصريح لـ «الشعب» أكد أحد سكان «مشتة الرمل»، أنهم يعانون من عدم توفير الماء الشروب واستغربوا حرمانهم من هذا العنصر الحيوي من دون الحديث عن مشكل غياب التكفل الصحي.
وإلى ذلك يعاني السكان من الأحياء للإنارة العمومية ووسائل النقل، الأمر الذي جعلهم يعانون في التنقل خاصة التلاميذ المتمدرسين، حيث نجد كما هائلا من السكان ينتظرون مرور المواصلات لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة والأمطار، بسبب انعدام أماكن مخصّصة للاحتماء فيها.
من جهة أخرى، اشتكى قاطنو قرية «مشتة الرمل» من غياب مختلف ضروريات الحياة، وقال أحد السكان إن عشرات العائلات تواجه متاعب بسبب النقص الفادح في المرافق الضرورية، منها ضعف الخدمات الصّحية، وأكدوا على أن معاناتهم مع هذه المشاكل تمتد لسنوات طويلة، وأضافوا بأنه ورغم الشكاوى الموجهة للسلطات المحلية والجهات الوصية، إلا أنهم لم يستفيدوا من أي مشروع تنموي بإمكانه التقليل من حجم معاناتهم.
قالمة: إلياس بكوش