يحتلون فضاءات واسعة في باتنة بسبب غياب الرقابة

الباعة الفوضويون ينافسون التجّار في الأسعار والوفرة

باتنة: حمزة لموشي

بالرغم من المجهودات التي بذلتها المصالح المعنية بمحاربة التجارة الفوضوية بعاصمة الأوراس، والتي كانت على مدار السنة حريصة على وقف زحف ظاهرة اتساع الأسواق الموازية، لكن مع حلول شهر رمضان الكريم وعودة التجّار الموسميين، عادت، ظاهرة انتشار الأسواق الفوضوية بمداخل مدن باتنة وبشوارعها وفضاءاتها العمومية رغم فتح العديد من الأسواق الخاصة بهذه المناسبة.
يذكر أن المستهلك وجد في هذه الأسواق الفوضوية فرصة ثمينة لاقتناء مستلزماته خاصة تلك التي يعرضها التجار الموسميين الذين كيّفوا تجارتهم مع المناسبة الفضيلة، حيث لا يكاد يخلو حي شعبي بباتنة من طاولات لشباب في مقتبل العمر، يعرضون سلعا متنوعة تستهوي الزبون كونها تسوق بأثمان معقولة وفي متناول المستهلكين، خاصة كل ما تعلّق بالفواكه والحلويات الشرقية والمكسرات، دون الحديث عن بعض الأطباق التي تميز المناسبة، مثل طبق الدوبارة والزلابية وبعض العجائن التقليدية المميزة.

أسعار تنافسية
تشهد كل من مدن بريكة، عين التوتة، أريس ومروانة  ومدينة باتنة عاصمة الولاية، أكبر دوائر الولاية ديمغرافيا انتشارا كبيرا لمختلف طاولات التجار المؤقتين، الذين فضّلوا عرض سلعهم في الهواء الطلق، منذ دخول الشهر الفضيل، رغم حملات التوعية والتحسيس التي تقوم بها مصالح الأمن بين الحين والآخر، مستحوذين بذلك على الأرصفة والأراضي الشاغرة وساحات بعض الفضاءات  التي لا تعرف اقبالا من المواطنين سوى في هذه المناسبة بفعل عرض مستلزمات رمضان.
واللافت، في هذه «الأسواق الجديدة» غياب كلي لمختلف إجراءات الحجر الصحي، من تباعد اجتماعي وارتداء للكمامات، رغم التخوّف من عودة قوية لانتشار فيروس كورنا بولاية باتنة بسبب عدم احترام تدابير الوقاية والتباعد الاجتماعي، ويرجع سبب «غزو» الشباب لهذه الأماكن بعرض سلعهم إلى غياب لفرق الرقابة والمسؤولين المحليين، في وقت كان المفروض الخروج إلى الميدان وفرض آليات الرقابة.

ملاذ المستهلك البسيط
كما يرجع إقبال الزبائن والمواطنين على هذه الطاولات إلى أسعارها التنافسية مقارنة بتلك التي تعرضها المحلات التجارية والأسواق المرخصة، التي ترهق جيوب المستهلك لملأ قفة رمضان، فمدخل مدينة باتنة بمحاذات المحول الجديد وطريق سيدي معنصر، ووسط المدينة ومداخل القطب العمراني الجديد حاملة بأجزائه الثلاثة وعلى حواف الطريق الوطني رقم 03 الرابط بين باتنة وعين التوتة ومداخل بريكة وغيرها، أصبحت ملاذ المستهلك البسيط  صاحب القدرة الشرائية المتوسّطة والمحدودة، لتجهيز مائدة رمضان بكل ما لذّ وطاب في ظلّ الإرتفاع الجنوني للأسعار بالمحلات التجارية.
وتملأ طاولات مجموعة من الباعة الشباب، ونجد أن غالبيته متمدرس بالثانويات أو بالجامعات، علما أن المكان الذي يصبح جذابا بديكور خاص ومميز بتنوع السلع التي تستهوي الزبون، لأنهم احتلوا كل الأرصفة؛ ومنهم من قام برصف شاحنته على حافة الرصيف أو الطريق، خاصة من نوع «الهربين» لاستعمالها كخزائن للسلع، بعد أن نصب بعضهم الآخر خيمات وزينوا الطاولات بالأضواء رغم تأثيرها على حركة السير سواء للراجلين أو المركبات بسبب الازدحام المروري، ويضاف إليها بث المخاوف من خطر تفشي وباء كورونا المعدي من جديد.

قلق من مخلفات السوق
وأرجع غالبية هؤلاء التجار الذي عرضوا سلعهم في هذه الفضاءات العشوائية واختاروا هذه الأسواق الفوضوية، إلى آفة البطالة وظروف الحياة الصعبة خاصة مع تراجع فرص العمل منذ العام الماضي بسبب الفيروس التاجي ما دفعتهم إلى استغلال أوقات الفراغ والخروج إلى الأرصفة لعرض سلعهم التي اقتنوها خصيصا لهذا الشهر المبارك، مؤكدين أن تجارتهم قد انتعشت خلال الأيام الأخيرة، منذ بداية التحضير لشهر رمضان، خاصة ما تعلّق ببعض المنتجات كالخضر والفواكه والألبسة والأحذية الخاصة بالأطفال، إضافة إلى اللحوم البيضاء والحمراء التي تباع بأسعار معقولة جدا رغم ارتفاعها في الأسواق والقصابات، مع وفرة الخطفة والشاربات، والكثير من أنواع الأجبان و المعجنات وما إلى غير ذلك.
إن زبائن هذه الأسواق وبعد أن كانوا من أصحاب الدخل البسيط، تمّ اكتساحها أيضا من طرف الأطباء والأساتذة الجامعيين وباقي فئات المجتمع التي تعيش أريحية مادية، وجدوا ضالتهم في وفرة المنتجات التي يحتاجونها في رمضان خاصة وأنها تتميز بالجودة والتنوع، ساعدت جيوبهم بسبب انخفاض الأسعار بهذه الطاولات إضافة إلى أن تجار هذه الطاولات يسمحون لهم باقتناء ما يشاؤون وبالكميات التي يرغبون.

انبعاث للروائح الكريهة
وبالرغم من أن هذه المعروضات تخالف إجراءات الوقاية الصحية وتؤثر على صحة المستهلك لعرضها في غياب شروط النظافة، إلا أنها تشهد اقبالا منقطع النظير، رغم تسببها في إزعاج السكان خاصة بالعمارات التي تحوّلت ساحتها إلى أسواق مفتوحة على الهواء الطلق، بسبب ذلك اشتكى السكان من ترك التجار للنفايات وبقايا سلعهم من خضر وفواكه فاسدة مرمية وما يخلّفه ذلك من انبعاث للروائح الكريهة، التي تهدّد صحة السكان خاصة الأطفال منهم الذين تجد كل مساء وعقب الإفطار يلعبون في مجموعات أمام تلك النفايات، في ظلّ بداية ارتفاع درجة الحرارة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024