تشهد أحياء وشوارع بلديات بومرداس، خصوصا الساحلية، إنتشارا كبيرا للنفايات المنزلية ومخلفات المصطافين الذين زادوا من أتعاب أعوان النظافة، الذين أحاطت بهم أكوام القمامة من كل جانب، لتتضاعف نقاط الرمي العشوائي التي لم تكن سابقا مدرجة في مسار شاحنات التفريغ الأسبوعية، مما زاد من خطورة انبعاث الروائح الكريهة، البعوض المنذر بانتشار الأمراض المتنقلة والحساسية المفرطة لدى الأطفال وكبار السن.
أكوام من النفايات المنزلية مكدسة بمختلف الزوايا ونقاط التفريغ المؤقتة وحاويات فاضت بما حملت وأخرى ملقاة على الطريق إجتمعت حولها الحيوانات الضالة في مشهد يعيد طرح دور البلديات ومكاتب النظافة في هذه القضية ومسؤولية المواطن الذي لم يعد يكترث لما يجري خارج أسوار بيته.
ظاهرة أعادت طرح ملف مشروع المفرغات العمومية المراقبة التي حملها المخطط (2005 / 2009) الخاص بإنجاز مفرغات في كل بلدية أو دائرة على الأقل، لمعالجة ملف النفايات المنزلية المتزايدة مع تزايد عدد سكان الولاية، وصعوبة تجسيد مركز الردم التقني لقورصو ومنطقة الزعاترة بزموري، نتيجة الإعتراضات في تلك الفترة، كحل بديل قصير المدى، خاصة إذا علمنا أن العمر الزمني للمركز لا يتعدى 25 سنة في حالة اشتغاله بقدرته القانونية، على عكس ما يعاني منه المركز الحالي الذي يعمل بطاقة مضاعفة تجاوزت 600 طن ويستقبل مخلفات 32 بلدية وأجزاء من العاصمة.
أمام هذه الوضعية الكارثية لاستمرار ظاهرة انتشار النفايات وغياب مخطط دائم ومستدام لطريقة المعالجة والتخلص من النفايات المتزايدة يوميا، تبقى تعاني أغلب البلديات من ضعف الإمكانات واقتصار بعضها على شاحنة تفريغ واحدة لا يمكنها تغطية كافة النقاط المنتشرة بالأحياء والحاويات، التي بدأت تتوسع أيضا لتشمل التجمعات العمرانية والمناطق الريفية التي تعاني هي الأخرى من أزمة حقيقية في طريقة التخلص من المخلفات المنزلية، ما أدى إلى ظهور بؤر سوداء عشوائية على أرصفة الطرق والفضاءات الغابية، يغذيها كل صباح أصحاب المركبات الذين يتخلصون من الأكياس البلاستيكية بأي طريقة.
ومن أجل التخفيف من حدة الأزمة والإسراع في رفع القمامة المتراكمة لعدة أيام في بعض الأحياء، لجأت عديد البلديات الساحلية إلى الإستعانة بشاحنات الخواص للتخلص من هذه الكوارث البيئية.
فيما تصارع مؤسسة «مادينات» المتخصصة في النظافة من أجل التواجد المستمر في الميدان لتصريف النفايات عبر 13 بلدية تتواجد فيها المؤسسة، لكنها تعاني في المدة الأخيرة بسبب ضعف طاقتها في الإستجابة لحجم التحديات الموجودة نتيجة توسع الظاهرة التي لم تسلم منها لا الفضاءات العامة لا الشواطئ والمنتزهات، ما دفع أعوان النظافة لـ «مدينات» إلى إطلاق حملة تنظيف هذه الأماكن بدأت من غابة الساحل بزموري، في وقت تقوم بعض الجمعيات المحلية بحملات أخرى للتنظيف والمساهمة في رفع الغبن المفروض على مدن بومرداس.