لا يزال قطاع النّقل بولاية بومرداس بهياكله القاعدية وطبيعة خدماته المتدنية يثير التساؤلات بين المواطنين والمسافرين عبر مختلف الخطوط البلدية وما بين الولايات بالنظر إلى حالة شبه الفوضى التي يشهدها يوميا نتيجة غياب الرقابة من قبل مفتشي النقل للوقوف على حجم التجاوزات من قبل أصحاب المركبات الخواص، في حين يبقى واقع محطات النقل الثلاثة ومنها محطة عاصمة الولاية عبارة عن نقطة سوداء لا تليق بمقام ولاية سياحية تستقطب سنويا أزيد من 15 مليون مصطاف.
بالنسبة لقطاع النقل البري للمسافرين بولاية بومرداس، لا تجد سوى حالة تكرار لوضعية متردية مستمرّة منذ سنوات سواء من حيث نوعية الخدمات التي يجمع عليها المسافرون ومستخدمو مختلف الخطوط أنها متدنية، خاصة على مستوى الخطوط البلدية والولائية التي تربط عاصمة الولاية، أو من حيث الهياكل القاعدية شبه المنعدمة رغم تسجيل عدد هام من المشاريع بداية من سنة 2008، منها مشروع المحطة الجديدة المسجلة في المخطط 2005 / 2009 الذي تبخّر و9 محطات حضرية، 4 محطّات للنقل على مستوى الدوائر وقطبين للتحويلات في كل من برج منايل وتيجلابين مسجلة ضمن المخطط 2010 ــ 2014، وكمحصلة لم يتم إنجاز سوى المحطة الحضرية لبلدية بومرداس بجوار السوق الأسبوعي طيلة هذه الفترة.
هذا وكانت لجنة تهيئة الإقليم والنقل للمجلس الشعبي الولائي قد رفعت تقريرا سلبيا عن واقع القطاع خلال دورة سابقة، دعت فيه الوصاية والسلطات الولائية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات مستعجلة لتنظيم النشاط نتيجة تفشي الفوضى وتضاعف شكاوي المواطنين من ممارسات أصحاب مركبات النقل الخواص، الذين يسيطرون على أزيد من 95 بالمائة من الخطوط البلدية والولائية المقدرة بأزيد من 660 خط، وانحصار شبكة المؤسسة الوطنية للنقل الحضري على مستوى خطوط دائرة بومرداس وبلدية بودواو.
كما دعا أعضاء اللجنة إلى ضرورة إعداد مخطط جديد للنقل والاهتمام أكثر بواقع المحطات الرئيسية الأربعة في كل من بومرداس، بودواو، برج منايل وخميس الخشنة حيث كشف التقرير عن غياب تام لأدنى شروط الخدمة والراحة للمسافر بسبب اهتراء الأرضيات، «لا وجود لمحطات برية لنقل المسافرين وإن وجدت، فهي عبارة عن أرضية لتوقف الحافلات تسود فيها الفوضى، سوء التنظيم، انعدام التهيئة والإهمال، غياب الأمن، الإنارة، مخابئ المسافرين ودورات المياه..»، يؤكّد التقرير الذي كشف أيضا أن نسبة كبيرة من الحظيرة الحالية للمركبات لم تعد صالحة للسير، في حين تبقى 28 بلدية أخرى تفتقر لمحطة مهيأة إنما مجرد مواقف على أرصفة الطرق بكل ما يشكل ذلك من خطورة على المسافرين.
يذكر أنّ المحطة البرية لبومرداس كانت مسجلة للانجاز على مستوى محطة القطار حاليا على مسافة 17 ألف متر مربع، وأمام صغر المساحة وخوفا من حدوث مشاكل الاكتظاظ، تمّ تغيير المشروع سنة 2013 إلى المدخل الغربي باتجاه قورصو على مساحة 57 ألف متر مربع، مع اقتراح محطة للترامواي وموقف للقطار بمعنى محطة متعددة الأقطاب، لكنها بقيت مجرد مجسم أو فكرة على الورق، خاصة مع التخوفات من عدم نجاح دراسة المشروع على أرض فلاحية مهددة بالفيضانات حسب العديد من المختصين، مع تضاعف تكاليف المشروع إلى أكثر من 100 مليار سنتيم، حسب تصريح ممثل مديرية النقل آنذاك.