يعيش فلاّحو بلدية تارمونت بالمسيلة معاناة كبيرة في سقي محاصيلهم بسبب قلة الأمطار، وعدم توفر الإمكانيات اللازمة لاستغلال مياه الآبار على الرغم من أنّ المنطقة زراعية بامتياز، وتعتبر مصدر رزق للكثير من سكان المنطقة.
من جملة الانشغالات التي يرفعها فلاحو منطقة تارمونت وما تزال تعتبر معاناة حقيقية لديهم عدم ربط آبارهم بالكهرباء، والتي يعتبرونها من المطالب الملحّة والضّرورية نظرا لاعتمادهم بشكل كلي على السقي من مياه الآبار في ظل قلة الأمطار الموسمية من خلال استعمال محركات الديزل التي تشتغل بمادة البنزين أو المازوت، وكلّفتهم مبالغ مالية خيالية مقابل محاصيل زراعية لن تغطي تكاليفها في حالة كان المنتوج جيدا وتمّ بيعه كله، يضاف إليها مشاكل الأعطاب التي تمس المحركات وأعباء تصليحها وإخراجها من الآبار والأخطار الناجمة عنها، والتي تؤدي في غالب الأحيان إلى الاختناق.
كما يطالب السكان السلطات المحلية بدعمهم لإنجاز الحواجز المائية التقليدية لاستغلال كميات الأمطار التي تتساقط بين الحين والآخر في سقي مزروعاتهم لكي لا تذهب إلى الأودية والشعاب، خاصة وأنّ المنطقة تعتبر صالحة لإنجاز الحواجز المائية، ويستفيد الفلاحون منها لمدة طويلة لتدراك عدم دفع مبالغ مالية إضافية تتعلق بالمازوت والبنزين، ومن شأنها أن تكون موردا مائيا لتوريد مواشيهم في فصل الصيف بالخصوص.
ويقول فلاّحو تارمونت إن إنجاز الحواجز المائية لا تكلف مبالغ مالية كبيرة، إلا أنه ليس باستطاعتهم إنجازها لعدم توفرهم على الوسائل اللازمة على غرار الجرافات والمواد الأولية التي تدخل في عملية الانجاز، وقد رفعوا انشغالهم إلى السلطات المحلية في عدة مناسبات ولعدة مرات، على أمل أن تنظر إليها بعين المسؤولية، إلا أن الأمر ما يزال يراوح مكانه.