جدّدت عائلات بحي بن عاشور البليدة، تعرضت سكناتها منذ 6 سنوات للانهيار، نتيجة انزلاق أرضي خطير العام 2013، بأعالي حي بن عاشور بضواحي مدينة البليدة، نداءها للجهات الوصية المسؤولة، للنظر في وضعياتها وظروفها وإيجاد حل سريع، لبناياتها التي تداعت، خاصة وأن الخبرة التقنية المنجزة جاءت لفائدتهم.
بعض من ممثلي العائلات المنكوبة - عددها 19 -، أوضحوا في لقاء مع «الشعب «، أنهم يتساءلون لماذا التأخير في حل قضيتهم، خصوصا وأن الخبرة التقنية الرسمية المنجزة حديثا، بيّنت أن سبب الانهيار لسكناتهم الفردية، منذ 6 سنوات، يعود الى «تسربات تحتية لمياه التطهير، وهو ما أدى إلى وقوع انزلاق في طبقات الأرض، جعلت سكناتهم الفردية تنجرف
وتنزلق، وتتهاوى إلى أن سقطت كليا، مخلّفة وفاة شيخ، وإصابة فتاة بجروح وقتها. وأضافوا بأن الكارثة شرّدتهم، وفرضت عليهم إيجار سكنات،
والإقامة ظرفيا لدى الأهل والأقارب، وأنهم منذ حوالي 4 سنوات، وهم ينتظرون وعود المسؤولين في التكفّل بملفاتهم، خاصة وأن لديهم وثائق قانونية رسمية
وعقود ملكية، تبرّر طلباتهم ونداءاتهم وشكاويهم، في أخذ قضيتهم بشكل جدي وقانوني، وأن ما حدث لهم يندرج ضمن الكوارث الطبيعية.
عاد المتضررون من أزمتي والسكن، والعائلات المصنّفة ضمن خانة المنكوبين، إلى الوقفات في البليدة، داعين إلى الإفراج عن السكنات الجاهزة، وقوائم المستفيدين، وترحيل المتضررين من الأمطار التي يتكرّر تساقطها كل فصل برد وشتاء.
وعبرت العائلات وربّات البيوت في البليدة، في حركتهن روقفاتهن، عن الضرر والانهيارات التي حدثت، مثل ما حصل الأسبوع الماضي بساحة «دي بومب» بقلب مدينة البليدة، وبمحيط محطة التليفيريك، وحي مرمان بالضواحي، وبين سكان بازارات الموت. وما زاد في حالة الاحتقان بينهم، أن منهم من لم يتمكّن من مقابلة مسؤولين، لأجل رفع وعرض انشغالهم، وهم يشددون على الوالي ضرورة الإفراج عن قوائم السكن في هذه الأيام، وترحيل بالأخص المنكوبين، المؤشر على بناياتهم بلون الخطر.
ومن جهة أخرى يصف سكان من حي «لاكاب»، الواقع بتخوم دائرة مفتاح إلى الشرق من البليدة، على أنهم لم يجدوا مكانا يقيمون به، فحوّلت خزانات قديمة إلى سكنات على أمل أن يتمّ ترحيلها منها، كونها مكانا بات خطرا عليهم، حيث إن وسقوط أجزاء من الحيطان والأسقف، أضحت من يومياتهم، وفي كل مرة تنجو تلك العائلات بأعجوبة من الردم، زادتهم الأمراض جراء الرطوبة، فأصبحوا يلازمون الطبيب ولا يفارقهم الدواء والأعشاب الطبية، في علاج تلك الأمراض، خاصة التي أصابت جهازهم التنفسي وأضرت به.
ويؤكد بعض من تلك العائلات، إلى أنهم حاولوا في أكثر من سنة رفع انشغالهم إلى المسؤولين ومنتخبيهم، وتمنوا بأن يتم ترحيلهم، إلا أنهم كانوا يطلبون منهم الصبر قليلا، وهو ما حصل منذ 5 إلى 6 سنوات. ويعترف ممثلون عن الحي، بأنهم تلقوا وعودا واستعدوا لعملية ترحيل، إلا أن ذلك لم يحدث، و هو ما جعلهم يفسرون الوعد، بأنه مجرد ربح للوقت والتمسوا أن يطلعّ المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي على أزمتهم، يجد لهم صيغة في إبعاد عنهم شبح الانهيارات والأمراض.