موسم ناجح بامتياز لشعبة الزّيتون ببجاية

الفلاّحون ينتظرون منتوجا قياسيا

بجاية: بن النوي توهامي

تتواصل حملة جني الزيتون في ولاية بجاية وسط تفاؤل كبير لدى الفلاحين بمنتوج وفير، بسبب النضج المبكر لأنواع عديدة من  الزيتون، حيث بدأت هذه العملية قبل الآوان منذ أسابيع خاصة مع توفر الظروف المناخية المواتية، ومنها هطول أمطار هذا الموسم المتأخرة في وقت جيد لإحياء الزيتون، الذي سيظل في حجمه وينتج المزيد من البذور الزيتية.

بحسب ممثلي الفلاحين، فإنه على الرغم من أن النيران التي شهدتها ولاية بجاية خلال موسم الاصطياف، إضافة إلى قلّة الصيانة والعناية بأشجار الزيتون، إلا أن حقول الزيتون لم تكن شحيحة هذا العام وفقًا لمزارعي في المنطقة، حيث تتواصل حملة جني الزيتون، في ظروف جوية حسنة، ما يشجع  على توقع  منتوج عال وذي جودة.
ويقول فلاّح من أكفادو، الذي بدا فرحا ومتفائلا: «لقد بدت شجرة الزيتون سخيّة هذا الموسم، والشمس في موعدها، وكما تلاحظون غزت الحقول من قبل الفلاحين، الذين جاء بعضهم من بعيد لهذه المناسبة، كيف يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك، عندما تعرف تكلفة لتر زيت الزيتون؟ لن تكون هذه الفرصة فقط لجمع المحصول ولكن لإبراز منتوج الزيتون بالمنطقة».
ويضيف فلاح آخر من سيدي عيش: «يتم الحفاظ على أشجار الزيتون القديمة من خلال هذه العناية بها، وفي السابق كان يتعين علينا إزالة الأعشاب الضارة وتنظيف المناطق المحيطة بكل شجرة، لتسهيل عملية الجني التي تتم دائمًا بطريقة تقليدية، وتعد العناية بالأشجار عملية ضرورية خلال كل موسم للسماح بإنتاج أفضل في العام التالي».
ويهتم الفلاحون أكثر بالأشجار وخاصة محصولها، وذلك بتقنيات أجدادنا، وهذا التراث الذي تمّ الحفاظ عليه بمرور الوقت ولم يتغير من حيث الشكل والمضمون، ويتم اختيار اليد العاملة الكفيلة بالعمل المتقن خوفًا من إلحاق الضرر بالشجرة، ومع ما يترتّب على ذلك من عواقب تؤدي غالبًا إلى قلّة المحصول».
الفلاحون الذين تمكنّا من الاتصال بهم، أكّدوا أنّ عملية الجني تبدأ بصعوبة، نظرا لحالة التربة المغمورة بالمياه الامطار، وفي الوقت الحالي نلتقط فقط الزيتون الذي سقط نتيجة للأمطار العاصفة والرياح القوية التي تهب على مدار الأيام القليلة الماضية في المنطقة. وهذا هو الحال في مناطق مختلفة من الولاية، حيث ينتظر الفلاحون التجفيف المعقول للتربة، على أمل أن تواصل السلطات المعنية إعادة تأهيل المسارات الزراعية التي تشوهت بسبب المطر».
وفي ولاية بجاية، تشغل شجرة الزيتون 50584 هكتاراً من الأراضي الزراعية، مع وجود عشرات الأصناف التي لا تزال أشهرها في الجبال، ووفقًا لإحصائيات مديرية الفلاحة يتم توزيع الأصناف بشكل سهل، ومن بين التدابير التي تميز هذا الموسم الجديد لقطف الزيتون، هناك تسخير 197 معصرة تقليدية، 131 معصرة نصف آلية، و93 منها حديثة، بالإضافة إلى المساعدات والدعم لفائدة الفلاحين من طرف المدرية الوصية،والتي ساهمت في توسيع مجال الاهتمام بالزراعة واستغلال المساحات المتوفرة واستغلالها بشكل جيّد.
تعتبر شجرة الزيتون كثروة إقليمية مهمة، بحسب مصدر مسؤول، تتمتّع بسياسة أكبر هذه هي الإجراءات التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للأسر المستهدفة، والحفاظ على التراث وحمايته وإعادة تأهيل بعض المهن وتطويرها، وأخيرا الحافز لعودة السكان وتثبيتهم في الوسط الريفي، ممّا لا شك فيه أن الحصاد الوفير المتوقع هذا العام، سيؤدي إلى انخفاض في سعر لتر زيت الزيتون، وهو الأمل الذي يدفع الآن العائلات التي لا تملك أشجار الزيتون والذين يأكلون من السوق التي تتقلب مع الحصاد، أدى الأداء الضعيف في العام الماضي إلى ارتفاع الأسعار، كان سعر زيت الزيتون يتراوح بين 750 و850 دينارًا  اعتمادًا على الجودة والمصدر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024