دعا اليوم التحسيسي حول داء الحمى المالطية، المنظم بمقر الولاية سيدي بلعباس، على ضرورة مواصلة الجهود لمحاربة هذا النوع من الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوان والتي تشهد إرتفاعا متزايدا في عدد الإصابات سنويا، من خلال تفعيل العمليات الوقائية كالتركيز على مراقبة بائعي مادة الحليب، تلقيح القطعان والكشف عن الحيوانات المصابة، منع الذبح العشوائي في مختلف الأسواق الأسبوعية، وتكثيف عمليات التحسيس حول الداء وسبل الوقاية منه.
تعتبر ولاية سيدي بلعباس حوضا حيويا لمادة الحليب بعد تحقيقها الريادة ووصولها سقف 95 مليون لتر من الإنتاج سنويا، وتعرف هذه الشعبة الفلاحية انتعاشا كبيرا بعد تزايد عدد مربي الأبقار الذي فاق 2000 مربي و150 مجمع للحليب الطبيعي، وأكثر من 17 ألف بقرة حلوب من جملة 35 ألف رأس من الأبقار، بالإضافة إلى تسع ملبنات تقوم بإنتاج الحليب ومشتقاته وتوزيعه بكامل الجهة الغربية للوطن. هذا وارتفعت قدرة التخزين تحت التبريد بحوالي 110 بالمائة، أي ما يعادل انتاج 65500 متر مكعب، كما إرتفع عدد المزارع الجديدة إلى 20 ألف وحدة، في الوقت الذي بلغ عدد المصانع التحويلية 22 وحدة. وهي كلها معطيات تعكس الإهتمام الكبير الذي حظيت به الشعبة الإنتاجية، الأمر الذي يتطلب الحرص على موافقة هذه المكتسبات الفلاحية باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية هذه الثروة وتثمينها صحّيا، ومن هذا المنطلق، أكد الأخصائيون المشاركون في اليوم التحسيسي حول داء الحمى المالطية على ضرورة الوقاية من هذا الداء الذي إرتفعت حالاته بالولاية بعد تسجيل 190 إصابة خلال السنة الجارية، منها 126 إصابة للرجال و64 إصابة للنساء، مقابل 211 إصابة سنة 2018 و256 إصابة سنة 2017 .
في هذا الصدد، شرح الدكتور سلامي مضاعفات المرض على الصحة العمومية بما في ذلك صحة النساء الحوامل، أين تكشف العديد من الدراسات تسبب الداء في حصول مضاعفات خطيرة للحوامل تصل حتى فقدان الجنين، فيما تطرقت صارة فقيه من المكتب البلدي لحفظ الصحة لطرق إنتقال المرض مباشرة عن طريق تناول الحليب غير المغلى أو بطرق غير مباشرة من خلال ملامسة الحيوانات المصابة، وكذا أعراض المرض وطرق الوقاية منه سواء بالنسبة للمرّبين أو مستهلكي مادة الحليب الطازج مع ضرورة تفعيل كل الآليات الوقائية لمحاربة الداء من خلال تلقيح رؤوس الأبقار، مراقبة عملية تنقل هذه الرؤوس عبر الأسواق داخل الولاية وخارجها، مع تكثيف عمليات التوعية والتحسيس لفائدة المرّبين وكذا المستهلكين لتفادي أخطار هذا المرض.