تعتمد ٥٣ بلدية بولاية تلمسان على رصد الأغلفة المالية وميزانيات الدعم الصادرة عن وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية والولاية والمجلس الشعبي الولائي من خلال تسيير نفقاتها في غياب رؤية واضحة المعالم ترمي إلى استحداث مشاريع تجارية أو استثمارية من شأنها تدعيم الخزينة المحلية.
في هذا الصدد رصدت «الشعب» عيّنة عن بعض رؤساء البلديات الذين بالرغم من توليهم لعدة عهدات في التسيير إلا أنهم ضيّعوا فرصة إنشاء مشاريع تدر أموال ضخمة على غرار بلديات تلمسان وشتوان ومنصورة وأولاد ميمون والحناية وسيدي العبدلي والرمشي وبني سنوس وعين فزة وصبرة وآخرى. فبتلمسان كشف رئيس بلديتها شريف بن موسى في تصريح حصري خصّ به «الشعب» بخصوص إنشاء مشاريع أكد أنه من الصعوبة بمكان حاليا من خلال إنعدام قوانين تقنـن إنشاء مشاريع مماثلة، وكذلك فيما يخصّ أسعار كراء المحلات التجارية والمساحات.
وفي الجهة المقابلة وقفت «الشعب» على واقع بلدية شتوان التي يرأسها محمد سعيدي لـ 3 عهدات الذي اكتفى بكراء نحو 10 محلات تجارية و5 أكشاك بأسعار تتراوح ما بين 2000 و4000 دينار و7000 دينار بيع محاصيل الزيتون بالمزاد العلني، في حين يقترح سكان بلدية شتوان مشاريع تجارية كبيرة كإعادة هيكلة وفتح سوق للفلاّح وكذا إنشاء محطة بنزين وقاعة للحفلات وفتح مسابح وقاعات لمختلف الرياضات وإنشاء حضائر للسيارات وسوق كبير للخضر والفواكه والمواد الغذائية وببلدية عين فزة. وبالرغم من كونها منطقة سياحية بامتياز، إلا أنه لم يتمّ وضع خارطة طريق واضحة المعالم باستثناء جمع رسوم ومداخيل الدخول إلى مغارات بني عاد وركن السيارات التي يتمّ احتساب أسعار 50 دينارا و100 دينار. وببلدية الرمشي المشروع الوحيد هو سوق السيارات التي تقوم مرات البلدية بكرائه لأحد الخواص ومرات يتم تقاسم الأرباح بين البلدية ومسير السوق الأسبوعي لبيع السيارات ببلدية أولاد ميمون وصبرة والحناية وعين تالوث، المشاريع تعد منعدمة وببلديتي سيدي العبدلي وبني السنوس التي تعدان منطقتين سياحيتين بامتياز الأولى تتوفر على حمام معدني لكن السلطات ولعدّة عقود لم تستطع أن تستثمر بالشكل الجيد في هذا المشروع الذي من المفترض أن يكون له مردود جيد من الأرباح. ومن جهتها بني سنوس تزخر بالطبيعة وبسد بني بهدل، لكن هناك تجاهل لمعالمها السياحية والتاريخية ولا تقوم باستثمار قد يستقطب السياح داخل الوطن وخارجه. ومن وهنا ندعو السيد الوالي إلى استحداث مشاريع تجارية وسياحية ورياضية وثقافية من شأنها أن تخلق الثروة بالنسبة للبلديات وعدم الإتكال على دعم الدولة يرتقب بعد سنتان تخرج نحو 100 مهندس للمدينة والذين يزاولون تكوينهم بمعهد تكوين مهندسي المدينة عبد المجيد مزيان ببلدية شتوان للقيام بدراسات استشرافية ويتم توظيفهم بالبلديات والدوائر والولاية من أجل إعطاء مشاريع تخدم المواطنين والإقتصاد الوطني وخلق الثروة والأمن الغذائي.