تعاني بلدية الشراقة من تراجع كبير في مجال التهيئة العمرانية بالنظر إلى الحالة المزرية التي باتت تعرفها شوارع وأرصفة وطرق أحيائها، رغم أنها تعد من أكبر وأغنى بلديات عاصمة البلاد من حيث المداخيل الجبائية المحصلة، باعتبارها منطقة تجارية بامتياز كان من المفترض، على حد تعبير عدد من المواطنين في تصريح لـ«الشعب»، أن تسجل مشاريع تنموية هامة على نطاق أوسع وان تعطي صورة جمالية أحسن مما هي عليها اليوم.
غياب تزفيت الطرقات وإعادة تهيئة الأرصفة كانت من بين أهم انشغالات سكان البلدية الذين أكدوا انه وبالرغم من الطلبات الملحة للمواطنين، إلا أن السلطات المحلية لا تزال تنتهج سياسة الصمت والهروب إلى الأمام إزاء ذلك، ما طرح لديهم الكثير من التساؤلات حول رفض بعث المشاريع لإعادة وجهة المنظر الجمالي لأحيائها وشوارعها خاصة الرئيسية منها والتي تشهد كثافة كبيرة للمواطنين الذين يقصدونها من أجل التبضّع من مختلف بلديات العاصمة وكذا الولايات الداخلية.
قال عدد منهم، إنهم يعانون الأمّرين صيفا وشتاء، فبمجرد سقوط القطرات الأولى من المطر يجدون أنفسهم مرغمين على السير مع أطفالهم وسط برك موحلة يجدون صعوبات كبيرة للمرور عبرها دون الحديث عن المياه المتطايرة بسبب البلاط غير المثبت، ما يجعل تنقلاتهم اليومية معاناة حقيقية بالنسبة لهم، مبدين إمتعاضهم الشديد للحالة التي تشهدها طرقات بلدية الشراقة التي عرفت مؤخرا حالة من التهميش، معبرين عن إستيائهم للحالة المزرية التي تعرفها طرقات اليوم.
لاحظنا بعين المكان خلال جولة استطلاعية، العيوب المترتبة عن العمليات السطحية المتبعة في إنجاز مشاريع إعادة تهيئة وتعبيد الطرقات، بعد تنصيب قنوات الصرف الصحي، ما أدى إلى وقوع الكثير من المشاكل كثقل حركة المرور والراجلين على حد سواء والذين أفادوا في تصريح لـ «الشعب»أن حجم المعاناة يزداد حدة في كل فصل شتاء حيث يواجهون صعبات كبيرة كلما خرجوا من بيوتهم متوجهين إلى مقرات عملهم.
يحدث هذا بالرغم من أن البلدية تشهد حركة تجارية هامة جعلتها مقصدا للعديد من المواطنين من مختلف بلديات العاصمة لاقتناء لوازمهم، خاصة وان العديد من العائلات تفضل تناول بعض المثلجات والمرطبات بها خاصة في الفترة المسائية ما يجعلها تعّج بالحركة .
من جهة أخرى، دعا السكان السلطات المحلية بتوفير حاويات خاصة برمي النفايات التي يزداد حجمها يوما بعد يوم، إذ يضطر المواطن وضع القمامة في زاوية على مستوى مكان متفق عليه يتم جمعه من طرف عمال النظافة، وان كان عمال النظافة يقومون بجمعها بصفة يومية، إلا أن منظرها بات يشوّه الجانب الجمالي لمختلف طرقات وشوارع البلدية ويسيء لها ، دون الحديث عن المعاناة اليومية التي يتكبدها عمال النظافة خلال رفعها حيث تجدها متطايرة في كل مكان بسبب القطط والكلاب الضالة التي تعبث فيها بحثا عن ما تأكله.
في ظل جملة المشاكل التي تتخبط فيها أحياء بلدية الشراقة، ناشد السكان السلطات المحلية بضرورة التدخل السريع لرد الاعتبار وانتشالها من جل المشاكل التي تتخبط فيها، فضلا عن إعادة الاعتبار لشوارعها وطرقاتها التي تغزوها الحفر والنفايات والأتربة المتطايرة في كل مكان من أحيائها مع ضرورة إدراج مشاريع تنموية وإعادة الاعتبار لأحيائها خاصة المحاور الرئيسية منها التي تشهد حركة تجارية هامة جعلتها تشهد حركة كثيفة للمواطنين ما يستدعي الإهتمام أكبر بمناظرها الجمالية.