بعد فرز الأحراش وتهيئة المسالك والمعاصر

فلاحو بجاية يستعدون لجني محصول الزيتون

بجاية: بن النوي توهامي

استعادت حقول وبساتين الزيتون بولاية بجاية، ألوانها الموسمية إلى حدّ كبير أدخل الفرحة والسّرور في قلوب الفلاحين، الذين أكدوا أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة في الأيام الأخيرة جاءت في الوقت المناسب، لا سيما وأن موجة الحر التي استمرت لأشهر كادت أن تعصف بموسم الجني، وأصبح الخريف هنا مع لوحة الألوان ورائحته التي تعلن عن قرب جني الزيتون.
كعينة منطقة أيت وغليس الواقعة بالجهة الجنوبية لعاصمة الولاية، فقد عاد المزارعون إلى حقولهم في انتظار انطلاق عملية جني الزيتون، حيث أكد علي فلاح بسيدي عيش، «نحن نستمتع بالشمس وبأجواء رائعة، حيث نغتنم الفرصة للقيام بأعمال مختلفة على غرار تنظيف الحقول وتهيئة المسالك الفلاحية، وهي استعدادات ضرورية لتسهيل عملية جمع الزيتون في الوقت المناسب، ولكن أيضا لتجنب تدهور حبات الزيتون التي تسقط على الأرض للاحتفاظ بها، ونحن مجهزون بالأدوات اللازمة للقيام بمهمتنا على أحسن وجه.
في نفس السياق، تقول إحدى القاطنات بشميني، «من ناحية أخرى، بالإضافة إلى تسهيل العمل الميداني في هذه الحقول، فإن هطول الأمطار الأخيرة يبشر بحصاد جيد، وعليه فإن عملية التنظيف هذه الزامًا على كلّ الفلاحين لجعل عملية الجني أقل صعوبة، علما أن الحقول تشهد نشاطا كبيرا طوال العام في العديد من القرى، ونحن نتبادل أطراف الحديث ونزيل الأعشاب ونحرق الخشب، كما نقوم بصيانة البساتين عبر احتواء الأعشاب الضارة، حيث يُنصح بتخفيف التربة قصد تهويتها».
مضيفة، «استخدام السماد وتغطية أجزاء جذور التربة المرتفعة، كلّها عمليات يمكن أن تحسن إنتاجية شجرة الزيتون قبل بدء الحملة، وهي ترتيبات لمواجهة الظروف اللازمة لنجاحها، كما أن مختلف الترتيبات تسمح بمعرفة ما إذا كان هناك العديد من ثمار الزيتون أوالقليل لتقييم وسائل التنفيذ عندما يحين الوقت».
بالإضافة إلى الصيانة الأولية، يردف زهير فلاح بصدوق، فإنه يقوم بالتحقق من الوسائل المادية المتاحة والقابلة للاستخدام خلال قطف الزيتون، وفي حالة النقص سوف يتخذ الترتيبات اللازمة للتعامل معها، مع الملاحظة أن هذه الوسائل بسيطة وسهلة التجميع، وزمنها أعمدة خشبية، سلال أوالحاويات، شبكات، قطع القماش المشمع، حبال، وأكياس، وهي تساعد كثيرا وتسمح العمل بسرعة ودون صعوبة كبيرة، على العكس من ذلك، فإن افتقارهم أوتقادمهم غالبًا ما يكون سببًا لضياع الوقت.
كما أن مالكي مصانع عصر الزيتون بالمنطقة، فإنهم في حالة تنظيف كامل كما أنها اللحظة المناسبة لإجراء المراجعات اللازمة للمعدات، علاوة على ذلك، من نهاية سبتمبر وحتى بداية شهر أكتوبر، يتم تحديث بعض الوسائل الخاصة بالطحن، بينما يتم تنظيف الأحواض وتبييضها حتى تصبح جاهزة لانطلاق عملية العصر».
للإشارة، تتوفر ولاية بجاية على إمكانيات كبيرة في مجال الفلاحة، بالإضافة إلى المجهودات المضنية التي تقوم بها المديريةالوصية،  من خلال مرافقة وتوعية الفلاحين البالغ عددهم قرابة 10آلاف فلاح لتحفيزهم، في إطار برنامج التنمية الريفية المندمجة التي ساعدت على ارتفاع المنتوج وتحقيق الاكتفاء الذاتي وحتى التصدير إلى الخارج.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024