في اطار الاعلام الجواري الذي تقوم به «الشعب»، وجهتنا هذه المرة كانت دوار العبادلة، الواقع على بعد 34 كلم عن بلدية تاخمارت التي تبعد عن عاصمة الولاية، بقرابة 90 كلم انتقالنا كان شاقا ومضنيا حيث امتطينا سيارة نفعية اقلتنا الى الدوار المذكور، وبصعوبة وصلنا الى العبادلة حيث لا طريق يؤدي إليه ولا مستوصف ولا إنارة عمومية تنير درب السكان ليلا.
مرسلي هواري، احد سكان الدوار قال إن نشأة التجمع السكاني تعود إلى 1984 بينما المنطقة متواجدة قديما وان عدد سكان المنطقة يتجاوز 300 نسمة حيث كان يسرد بمرارة صعوبة العيش و مكابدة المصاعب بدءا بالطريق المهترئ الذي لا يصلح الا للأحصنة كون حوافرها تقاوم السير كما قال ، اذ يقدر بعده عن الطريق المعبد القريب من المنطقة بـ 6 كلم رغم ان السكان راسلوا الجهات المحلية منها والي ولاية تيارت بن تواتي عبد السلام الذي وجهوا نداءهم إليه عبر جريدة «الشعب» للتكفل بأوضاعهم و رئيس دائرة فرندة التابعين له اقليميا و رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي اتصلوا به شخصيا بمكتبه عدة مرات حيث تحصلنا على نسخة من الوثائق الموجهة للمسؤولين المحليين بتواريخ متفاوتة، ولم يتم الرد عليها، و قد أصر جميع السكان الذين وجدناهم بالدوار كون جلهم يشتغل بالفلاحة و تربية المواشي على رفع شكواهم الى المسؤولين من اجل ترميم هذا الطريق الوحيد الذي ينقلهم الى جميع الجهات سواء مقر البلدية أو الدائرة أو الولاية.
اضاف السيد الحبيب ان السكان رغم قلة حيلتهم المادية إلا انهم خلال السنة المنصرمة قاموا بمبادرة جمع مبلغ من المال قدر بـ 18 مليون سنتيم لترصيف نصف الطريق بحجارة و قاموا بدكها حتى يتسنى لهم سلكها و مرور سياراتهم النفعية التي تعتبر ملاذهم الوحيد للوصول الى الطريق الذي يربط تراب ولاية معسكر ببلدية تاخمارت يبقى الطريق هو الهاجس الاكبر لسكان دوار العبادلة .
الانشغال الثاني الذي يعاني منه سكان دوار العبادلة واحد ببلدية تاخمارت هو انعدام قاعة علاج أي مشفى يعالجون فيه بسبب بعد المسافة بين مقر البلدية والدوار، حيث صرحوا لنا انه في الكثير من الحالات فقدوا أشخاصا جراء عدم التحاقهم بعيادتي تاخمارت أو إحدى بلديات ملاية معسكر القريبة ، مثل ما جرى لامراة حامل انجبت توأمين و فقدت احدهما بالطريق وتوفي الثاني بعد رجوعها بحسب احد سكان الدوار لذا طالب المواطنون بضرورة تسجيل مشروع قاعة علاج لتفادي مسافة 34 كلم.
معاناة اخرى يشتكي منها سكان المنطقة وهي النقل حيث لا توجد اي وسيلة للنقل سوى سيارات الخواص التي تنقل المرضى الذين يتطلب نقلهم استعجالا خوف من العواقب الصحية، زيادة على انعدام النقل المدرسي لتلاميذ الابتدائي الذين يبعدون عن الدوار بعشرات الكيلومترات، ومن حسن حظ تلاميذ المتوسط و الثانوي انه توجد داخلية ببلدية تاخمارت حيث يتنقلون مرة اسبوعيا، و حتى المدرسة الابتدائية الوحيدة بالمنطقة لا تتوفر على مطعم مدرسي و يبقى التلاميذ بدون أكل طيلة اليوم الى حين العودة الى بيوتهم وحتى المعلمون الذين يتنقلون الى المنطقة منذ الخامسة صباحا حتى يصلوا في وقت الدوام يعانون من مشكل النقل والاكل، وقد أدت هذه المشاكل الى عزوف المعلمون على الالتحاق بمدرسة الشهيد سعايدية عبد القادر، مما ادى الى تشغيل متعاقدين من مناطق بعيدة يعانون نفس المشكل .
الانارة العمومية منعدمة تماما بدوار العبادلة رغم قلة الاعمدة حيث يصعب التنقل ليلا، ويعاني السكان من انعدام إمام أو مكلف بأداء الصلوات رغم وجود مسجد قديم ومهيأ كان مفتوحا قبل العشرية السوداء.
رئيس بلدية تاخمارت :
سنة 2020 موعد حاسم
لإعطاء كل ذي حق حقه في الاعلام تنقلنا الى مقر بلدية تاخمارت و طرحنا الانشغالات المذكورة على رئيس البلدية، درويش قادة، الذي اجاب انه سيسجل مشروعا خلال سنة 2020 كشطر أول على مسافة 5 لكم لفك العزلة عن السكان، وهو اقتراح للعملية كون الطريق المذكور تشترك فيه ولاية معسكر لذا سيسجل الجزء الذي يتبع لولاية تيارت فقط، أما عن المطعم المدرسي، قال رئيس البلدية، انه سيتم توفير وجبة باردة من المدرسة المجاورة ولاد بليل، خلال سنة 202 كذلك لانه كما قال لا يمكن تسجيل مشروع مطعم مدرسي لتلاميذ لا يتعدى عددهم 22 تلميذا بينما يقول السكان ان العدد 30 تلميذا، اما النقل المدرسي فإنه سيتم كراء حافلة تنقلهم الى الطريق الرابط بين الدوار و منطقة اولاد بليل وعن الانارة العمومية قال ان التجمع لا تتعدى سكناته 15 مجتمعة