التّغذية والمخاطر الصحية والإيكولوجية أبرز انشغالات مربّي الإبل بورقلة

ورقلة: إيمان كافي

 تسجّل شعبة تربية الإبل بورقلة، والتي تعد من أهم الشعب الفلاحية الإستراتيجية إلى جانب شعبة التمور العديد من الانشغالات التي يعددها مربي الإبل في مشكل التغذية والذي يمثل أبرزها، بالإضافة إلى الجانب الصحي للإبل، وظهور أمراض جديدة تهدد هذه الثروة، ناهيك عن الحماية من مختلف المخاطر الإيكولوجية، وخاصة بقايا الآبار النفطية التي تتسبب سنويا في نفوق عدد من رؤوس الإبل.
هذا ما ذكره لـ «الشعب» رئيس المجلس المهني الولائي لشعبة الإبل لولاية ورقلة مسعود بن الصيد.

يطرح مشكل تغذية الإبل حسب محدثنا نفسه بقوة على الموالين اليوم، وذلك بسبب الجفاف وقلة سقوط الأمطار التي أثرت على المراعي، بحيث أن المربي - كما ذكر - كان يعتمد قبل سنة 2000 على المراعي بنسبة 80 في المائة و20 في المائة على الأعلاف، أما اليوم فقد أصبح العكس، حيث يعتمد على التغذية العلفية بنسبة 80 في المائة والمراعي بـ 20 في المائة نتيجة للجفف والتصحر، وبهذا الصدد أكد أن تدخل الجهات المعنية في هذه المرحلة أصبح أكثر من ضروري من أجل الحفاظ على هذا النشاط، وذلك من خلال تدعيم المربين لإنشاء آبار ومرشات محورية، ومساعدتهم على إنتاج الأعلاف وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وفيما يتعلق بالجانب الصحي للإبل، أكد بن الصيد ظهور الكثير من الأمراض الجديدة للحيوانات في السنوات الأخيرة، منها أمراض انتشارها له علاقة مباشرة بالمستنقعات المائية التي بسببها تكونت حشرات ضارة لصحة وسلامة رؤوس الإبل من بينها حشرة «الذبابة» التي تعد ضارة جدا، وينتج عنها أمراض غير قابلة للعلاج تؤدي إلى موت الإبل.
وقد أدّت هذه الحشرة خلال شهر أوت فقط إلى نفوق نحو 20 رأس ببلدية أنقوسة التي تملك حوالي 8 آلاف رأس من إجمالي 44 ألف رأس بولاية ورقلة، مشيرا إلى أنه سيتم خلال شهر أكتوبر الجاري الانطلاق في عملية تطهير القوائم من أجل ضبطها بشكل نهائي.
وبالنسبة لعامل الحماية من المخاطر البيئية الإيكولوجية يعد خطر بقايا الآبار النفطية انشغالا بارزا للمربين، حيث تؤدي هذه البقايا النفطية إلى نفوق الإبل وتحديدا في المنطقة المعروفة بقوة نشاط الورشات البترولية على مستوى كل من ولاية ورقلة وإيليزي. وبخصوص الطرق ومن أجل تعزيز سلامة المواطن ومستعملي الطرق، ذكر رئيس المجلس المهني المشترك أن الموالين اقترحوا تمويل مشروع من طرف إحدى الجهات الوصية من أجل اللجوء إلى استخدام منبهات أو إشارات عاكسة للضوء ليلا، وهو أسلوب تستخدمه عدة دول معروفة بتوفرها على ثروة الإبل، كما أن صلاحيتها تبقى لمدة تتجاوز العامين.
وتعد شعبة الإبل من بين الشعب الغنية والمتنوعة، حيث تنتج حليب الناقة والوبر واللحوم التي تعد من أنواع اللحوم المطلوبة بشدة في السوق نظرا للعديد المميزات الصحية التي يتوفر عليها هذا النوع وبالنسبة لحليب الناقة أيضا الذي يتزايد الطلب عليه بشكل كبير نظرا للفوائد الصحية التي يتوفر عليها.
ويفكر المربون اليوم في إنشاء مصنع لحليب الناقة بورقلة يتوفر على المعايير المطلوبة لحفظ الحليب، أما الوبر فهو من المواد المطلوبة بشكل كبير أيضا، وفي هذا السياق دعا رئيس المجلس المهني السلطات إلى الالتفات إلى مطالبهم والتي من بينها أيضا الترخيص لبعض المربين من أجل تصدير منتجات شعبة الإبل إلى الخارج من أجل غلق الطريق على سماسرة التهريب عبر الحدود الذين يشترون منتجات الإبل الجزائرية بأثمان قليلة ويصدرونها للخارج بأموال باهضة.
عن  المجلس المهني المشترك لشعبة الإبل، قال رئيسه مسعود بن الصيد على هامش افتتاح الموسم الفلاحي، أنه تأسس خلال هذه السنة ، بعد إدراج هذه الشعبة رسميا كشعبة وطنية من طرف الحكومة ومصالح وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري.
يضم المجلس عدة أعضاء موالين عبر أغلب البلديات على مستوى المنطقة من بينها حاسي مسعود، أنقوسة، الطيبات، العالية تقرت وورقلة ويهدف إلى مناقشة انشغالات المربين والبحث مع الجهات المسؤولة من أجل إيجاد الحلول المناسبة والكفيلة بالحفاظ على هذه الثروة الهامة.
تجدر الإشارة إلى أن محافظة التنمية الفلاحية في المناطق الصحراوية كانت قد أطلقت بالتنسيق مع عدة فاعلين دراسة لتحسين ظروف التربية الحيوانية في المراعي الصحراوية عبر الولايات الصحراوية وقد قسمت الدراسة على سبعة مراحل كما عالجت عدة محاور منها، وهدفت هذه الدراسة التي هي في مراحلها الأخيرة إلى تحسين وضعية التربية الحيوانية وحماية وتنمية المراعي واقتراح إستراتيجيات التطوير.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024