يشهد المستشفى الجامعي ندير محمد بتيزي وزو ضغطا كبيرا بسبب توافد المرضى بشكل كبير، حيث يتم علاج ما متوسّطه 900 مريض يوميًا في قسم الاستعجالات، أقسام طب الأنف والأذن والحنجرة، وطب العيون، لكن يمثل 40 بالمئة فقط من هؤلاء المرضى حالات استعجالية حقيقية.
وبحسب ممثل عن الطاقم الطبي لـ»الشعب»، فإن «الحالات التي تستدعي تلقي العلاج لدى مصلحة الاستعجالات تمثل نسبة 40 بالمئة، والحالات الأخرى التي تمثل نسبة 60 بالمئة، فهي مجرد حالات يمكن علاجها بالعيادات الأخرى، ولا تستدعي اللجوء إلى مصلحة الاستعجالات، حيث يفضل جلّ الوافدين الذهاب إلى المستشفى، ويتوقعون بذلك العثور على مزيد من الأخصائيين ورعاية أفضل، ولا يمكننا رفض مريض اختيار هذه المنشأة الصحية حيث يريد العلاج، وهو ما شكّل لنا ضغطا يتعرض له العاملون بقسم الاستعجالات».
ويرجع سبب هذا الوضع، بحسب الطبيبة نادية: «أولاً وقبل كل شيء إلى الحجم الصغير لهذه المصلحة، التي لا تستوعب العدد الكبير من المرضى القادمين من كل مكان، حتى من المناطق التي تقدّم نفس الخدمة على غرار العيادات المتعددة الخدمات، كما يستقبل مستشفى الجامعي لتيزي وزو المرضى والجرحى يوميا، بما في ذلك الحوادث المرورية التي تقع في الولايات المجاورة، وهي ظروف غير مواتية للسماح للطواقم الطبية بتقديم خدمة جيدة للمواطنين على الرغم من المجهودات التي تبذل ميدانيا».
وفي بعض الأحيان، حسب نفس المتحدثة، تشهد حتى مشاهد عنف مؤسفة ناجمة عن الذعر الذي يتملك بعض مرافقي المرضى، لا سيما الذين هم في حالة خطيرة نسبياً ويتطلبون رعاية فورية ودون تأخير، وهذا يجعل العاملون بالقطاع يقعون فريسة للضغط المتزايد، وهكذا بمجرد وصول المريض إلى المستشفى، يتم نقله إلى قاعة الاستعجالات ويستقبله طبيب يقوم بتوجيهه حسب حالته إلى أخصائي، والذي يهتم بفحصه وعلاجه ويقرر ما إذا كان ينبغي إدخاله إلى المستشفى أم لا، وفي بعض الأحياء يخالف ويعارض مرافقو المرضى قرار الطبيب، ويصرون على بقاء مريضهم، علما أن مصلحة الاستعجالات في المستشفى الجامعي، تتألف من خمس غرف عمليات لعلاج المرضى في حالة طوارئ، بما في ذلك مرضى السرطانات المتعددة ووحدة العناية المركزة المكونة من 10 أسرّة وماسح ضوئي.