تعرف مختلف بلديات ولاية سكيكدة تفاقم ظاهرة غلق الطرق ووضع المتاريس، وإشعال إطارات العجلات لمنع حركة المرور، والسبب الرئيس دائما يتمحور أساسا حول السكن، وكادت مدينة سكيكدة في الأيام الأخيرة أن تغلق الى غاية عاصمة الولاية عند الاضطراب الجوي.
حيث تحولت الى بحيرات ووديان جارفة، اثرت اكثر على السكنات الهشة، التي خرج قاطنوها مطالبين بمنحهم السكن اللائق على غرار الاحياء القصديرية التي استفادت من السكن سابقا، الامر الذي جعل العديد من هذه الاحياء، يقوم ساكنيها بقطع الطرقات، بلغت في اليوم الواحد اكثر من 10 احتجاجات بقطع الطريق، مما شل الحركة بمدينة سكيكدة.
هذه الوضعية التي تفاقمت أثّرت على المواطنين كثيرا، وعطّل مصالح الكثير، ومنع المرضى من التنقل للعيادات والمستشفيات للعلاج، كما منعت هذه الممارسات التحاق العمال الى مناصب عملهم، وهو تصرف كما صرح الكثير من المواطنين الذي علقوا بهذه الاحتجاجات، «لا يمت بالعقلانية والمسؤولية بشيء، ضيّع الكثير من مصالح الناس، الاحتجاج في الادارة الوصية عن كل ما يحتاجه المواطن وبتحضر وليس بقطع الطرق». وتساءل أحد المواطنين: لماذا تغلق الطريق، فالطريق يستغلها المريض وصاحب الحاجة وعابر السبيل والمرأة الحامل وغيرهم؟ لكن أنا مع الاعتصام أمام مكتب المسؤول وعلى المسؤول إيجاد الحلول أو الاستقالة»، وكانت بعض صفحات التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، قررت عدم نشر الاحتجاجات التي ترفق بقطع الطرق، لأنه فعل لابد من محاربته، وطلبت بالامتناع عن الاستمرار في هذا الأسلوب، الذي لا يخدم المواطن بالدرجة الأولى.
فالعشرات من سكان حي لوزاط حسين أقدموا على قطع الطريق المؤدي الى وسط المدينة، واعالي بوعباز من جهة محطة بوضياف، بسبب عدم اكتراث المسؤولين المحليين بهذا الحي، كما صرح المحتجين لـ «الشعب»، حيث تعرضت بعض البيوت القصديرية الى الانهيار، لارتفاع منسوب الوادي المحمل ببقايا الاشغال التي باشرتها السلطات المعنية لإنجاز سكنات في الجهة العليا من الحي، الذي أقصي من الترحيل على غرار باقي الاحياء القصديرية بالمدينة، رغم وضعه الكارثي، وكانت أن تنقلت «الشعب» الى عين المكان، واطلعت على الاضرار التي لحقت بهده السكنات الهشة، من انهيارات وارتفاع منسوب المياه، ناهيك عن عدم تحمل الاسقف لقوة تساقط الأمطار.
ليس السكن فقط الذي يحرك المواطنين ويدفعهم الى قطع الطرق، فحتى الانقطاعات المتكررة للكهرباء، وغياب المياه الصالحة للشرب بحنفيات المواطنين، والتنمية الغائبة بالبلديات، والبطالة المتفشية في أوساط المواطنين، وحتى غياب الامن في بعض الاحياء التي تفشت بها مختلف أنواع الاجرام، وتحولت خطرا على المارة، والسكان على حد السواء، أخرجت العشرات من المحتجين لوضع المتاريس بالطرق ومنعت الحركة، الى غاية تحقيق مطالبهم المشروعة، إلا أن الطريقة لم يحبذها الكثير، فهي غير حضارية، وتعطل مصالح الكثيرين، وارجع البعض هذا الانسداد الى غياب الحوار الجاد، وغياب الثقة من الإدارة التي في كثير من الأحيان تخلف ما تتفق عليه، او يتم تمييع مطالب السكان، ذلك ما أكده أحد أعضاء جمعية حي لوزاط، فالحي منذ سنوات والسلطات تؤجل عملية النظر في ترحيله، رغم أن بعض الاحياء القصديرية تم مسحها، وإسكان أهلها ليست أقدم من هذا الحي، ورغم من الوعود الا ان ذلك لم يتحقق.