اعتبر محمد العيد حسيني، طبيب عام بولاية ورقلة أن رفع التجميد عن كل المشاريع المسجلة في قطاع الصحة على مستوى ولايات الجنوب والهضاب العليا، بما فيها عمليات اقتناء التجهيزات لفائدة المؤسسات الاستشفائية المنجزة وفقا لقرارات الحكومة الهادفة إلى تحسين التكفل بالمرضى عمل غير مسبوق، إلا أنها تستدعي أيضا إعادة النظر في الكثير من الأمور المتعلقة بواقع تسيير المنظومة في هذه المناطق.
أوضح الطبيب محمد العيد حسيني الذي يحوز على تجربة ٣٠ سنة خلال حديثه لـ «الشعب»، أنّ قرارات الحكومة والتي تهدف إلى تحسين واقع الخدمات الصحية رغم إيجابيتها واستحسانها إلاّ أنّها تبقى مرتبطة بمؤشرات واقعية لابد من التطرق إليها من أجل الوصول إلى تحقيق الفعالية المطلوبة منها، تتعلق بمدى تلبية احتياجات السكان وتتطلّب إشراك الممارسين في هذه المناطق والجمعيات المختصة.
ومن الملاحظات التي قدّمها المتحدّث ضرورة إعادة النظر في المشاريع التي لم توضع على أساس علمي، وبعد دراسة للخصائص الديموغرافية والوبائية في هذه المناطق، مؤكدا في سياق متصل على أهمية وضع معايير جديدة وقوانين تضبط عمليات اقتناء التجهيزات الطبية الباهظة الثمن وسريعة التلف بصورة استعجالية، مضيفا أنّ قرار اقتناء تجهيزات الكشف والمعالجة لفائدة مراكز مكافحة السرطان بكل من تمنراست وورقلة، مع تعزيزها وباقي المراكز الأخرى بالجنوب بالفرق الطبية متعددة الاختصاصات يطرح مشكلا آخرا يتعلق بجلب تجهيزات باهظة الثمن تبقى عبارة على أشباح في غياب الأطباء والمختصين.
وأضاف في نفس موضوع غياب الأطباء المختصين بهذه المناطق، وأن الزيادة المقررة في الرواتب والمقدرة بضعفين ونصف أجر نظرائهم في الشمال ليست عاملا حاسما لضمان بقائهم في المناطق الجنوبية للبلاد، لهذا من المهم تركيز الجهود على تحسين الظروف المهنية للأطباء داخل المؤسسات الصحية، وتفعيل دور المجلس الطبي داخل المؤسسات الصحية من أجل القضاء على مشكل تدخل الإدارة في عمل الطبيب، وبالتالي توفير ظروف عمل أفضل للأطباء، ناهيك عن تحسين الظروف الاجتماعية للأطباء التي تتطلب توفير مساكن وظيفية لائقة وغيرها من الأمور المتعلقة بهذا الشأن.
وذكر محدثنا أنّ الأطباء العامين والذين تقع عليهم مسؤولية إجراء الفحوصات الطبية بنسبة 60 في المائة بالمؤسسات الصحية، ويسجلون نقصا بالولايات الجنوبية لم يتم التطرق إلى أي زيادات مقرّرة في أجورهم من خلال هذه القرارات، وهي نقطة لابد من إعادة النظر فيها.